لم يتمكن فريق الرجاء البيضاوي من استغلال فرصة استقباله لوفاق سطيف الجزائري، برسم ذهاب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، واكتفى بالتعادل بهدفين لمثلهما، أمام أعداد غفيرة من الجماهير التي حجت بكثافة إلى ملعب محمد الخامس، لمساندة الفريق ودفعه لقطع نصف المشوار بنجاح نحو دوري المجموعتين. بدا الرجاء وهو يخوض المباراة مرتبكا، بل إن الفريق بدا كما لو أنه يلعب بنقص عددي، لقد ظهرت ثقوب في متوسط دفاع الفريق، وهنا لابد من التساؤل حول سبب الاستغناء عن خدمات اسماعيل بلمعلم الذي كان يشكل ثنائية ناجحة مع محمد أولحاج وعدم الإبقاء على المالي كوليبالي الذي انتقل إلى حسنية أكادير، وأيضا لابد من التساؤل حول السبب الذي دفع المدرب البرتغالي جوزي روماو إلى الإبقاء على المدافع مصطفى بلمقدم في الاحتياط، والاعتماد بالمقابل على أحمد شاغو العائد من الإصابة والمفتقد للتنافسية، وقد شاهدنا كيف أن مهاجما من وفاق سطيف بإمكانيات متوسطة تلاعب به مرتين وسجل هدفين. التساؤل أيضا حول الشلل الذي عرفه خط وسط الميدان، و لماذا تم التفريط في خدمات اسماعيل كوشام الذي انتقل إلى الكوكب، وعدم العمل على سد النقص في «الميركاتو» الشتوي. وإذا كان الرجاء لم يفقد حظوظه في التأهل ومازالت أمامه الفرصة في مباراة الإياب، إلا أن ذلك يحتاج لتحضير خاص، وإلى ترتيب للأوراق، وإلى تصحيح التنشيط الدفاعي للفريق، واختيار اللاعبين المناسبين للمباراة، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن المدرب الجزائري ماضوي وجه إشارات سلبية، عندما تحدث عن التحكيم، وعندما أصر على التنقيص من قيمة الرجاء، لما قال إنه كان بإمكانه الفوز بفارق ستة أهداف. تأهل الرجاء ليس مستحيلا، فمازالت هناك 90 دقيقة بالإمكان أن يتم فيها قلب الطاولة. وإذا كان فريق الرجاء لم يتمكن من استغلال استقباله لوفاق سطيف، فغن فريق المغرب التطواني نجح في الوقت بدل الضائع في تحقيق فوز مهم على الأهلي المصري بهدف لصفر، حمل إمضاء المهاجم محسن ياجور. وإذا كان المغرب التطواني فاز، فإنه في المقابل قدم جولة أولى سيئة، بينما لعب الأهلي أفضل مبارياته على الإطلاق خارج ملعبه، وخسر مع ذلك، وإذا كان الأساسي في مثل هذه المباريات هو تحقيق الفوز، إلا أن زملاء ياجور سيكونون مطالبين بالكثير من الحذر في الإياب، واستغلال أنصاف الفرص، مع الأخذ في عين الاعتبار أن التحكيم قد يكون متحيزا لفائد الفريق المضيف. وبالسويس عاد الفتح الرباطي بتعادل دون أهداف أمام الزمالك المصري، ضمن منافسات كأس «الكاف»، و قد كان بمقدور الفريق الرباطي أن يعود فائزا، لكن كرة له اصطدمت بالعارضة، كما أن حكم المباراة حرم الفريق من ضربة جزاء واضحة. لقد لقب الفتح بشكل منظم، وسيكون عليه أن يطيح بالفريق المصري في الإياب بالرباط، ليواصل مغامرته الجميلة ويدخل سباق التنافس على اللقب.