رغم أن مادة التربية البدنية تدخل ضمن المواد المدرسة بالتعليم الابتدائي، وقد خصصت لها الوزارة حصتين في الأسبوع، فإن كل المدارس الابتدائية العمومية لا تتوفر على مدرسين متخصصين في الرياضة المدرسية، ومعظمهم لا يتوفرون على فضاءات لممارسة الرياضة، كما لا يتوفرون على برنامج سنوي يمكن اعتماده لتنمية قدرات التلاميذ الرياضية. تمتم سعيد في الصف الخامس ابتدائي عندما سألته «المساء» عن حصص الرياضة التي يجريها داخل مدرسته بالمحمدية ، قبل أن يقول: «كيخرجونا للساحة ويطلقونا نلعبو بحوايجنا... ما بقيتش كنلعب معاهم حيث كنرجع خانز للقسم وكيسبني الأستاذ»... وقال أحد المدرسين داخل مدرسة قروية إن التلاميذ، وإن توفرت لهم فضاءات فمعظمهم يمارسون رياضات عشوائية، منتعلين أحذية رياضية أو عادية أو حفاة، هذا إذا توفرت لهم ساحات نظيفة، فمجموعة منهم ينهون حصتهم الرياضية بالتعرض لخدوش وجروح، بسبب الحفر والأحجار المتراكمة داخل ساحات بعض المدارس. وإذا كانت الرياضة شبه غائبة داخل المدارس الابتدائية العمومية، فإنها منعدمة داخل المؤسسات الابتدائية الخصوصية وشبه منعدمة داخل الثانويات الإعدادية والتأهيلية الخصوصية. فالمؤسسات الخصوصية التي يوجد معظمها فوق مساحات ضيقة يستغل معظمها في بناء الحجرات والمرافق الصحية، بالكاد يبادر بعض أصحابها إلى خلق فضاء داخلها من أجل استرخاء التلاميذ أثناء فترات الراحة بين الحصص الدراسية أو ممارسة الرياضة، بين الفينة والأخرى، بطرق خجولة لا تسمح بتطبيق البرامج السنوية لمادة التربية البدنية. وتزداد خطورة عدم ممارسة التربية البدنية لدى فئة الإعدادي والتأهيلي الذين هم مطالبون باجتياز اختبارات تدخل معدلاتها ضمن مجموع نقط التقييم المدرسي. وإذا كانت بعض الثانويات الإعدادية والتأهيلية تبادر إلى التعاقد مع بعض المؤسسات التعليمية من أجل الاستفادة من ملاعبها الرياضية وتجهيزاتها، فإن هذه العملية المرخصة من طرف الوزارة الوصية نادرا ما يتم تفعيلها، بسبب الاكتظاظ الحاصل أصلا داخل الثانويات العمومية. والنتيجة أن تلاميذ الثانوية بسلكيه الإعدادي والتأهيلي لا يستفيدون من مادة التربية البدنية وتمنح لهم نقط تقييمية خيالية تحتسب في المعدل العام للمراقبة المستمرة. كما يجدون صعوبة في اجتياز اختبار الباكالوريا، رغم سلامتهم العضوية والنفسية، فيضطر معظمهم إلى الحصول على شهادة طبية لإعفائهم من الاختبار ومن نقطة مادة التربية البدنية.