ناقش الكاتب والصحفي المغربي، نبيل دريوش، أول أمس الخميس بطنجة، ظروف ودوافع إصدار كتابه «الجوار الحذر»، الذي يتحدث عن العلاقات المغربية الإسبانية، ما بين 1999 و2014، وهي المرحلة التي اتسمت بلحظات مد وجزر غير مسبوقة. وفي الفضاء الجميل للمقهى الثقافي لحظات طنجة، وفي اللقاء الذي نظمته منظمة الشبيبة الدستورية بمقاطعة طنجةالمدينة، اعتبر دريوش أن الكتاب يشكل محاولة مغربية لفهم العلاقات مع الجارة الإيبيرية، في ظل عدم وجود كتابات كثيرة عن الموضوع من الجانب المغربي، على عكس الجانب الإسباني الذي يولي اهتماما كبيرا للعلاقات مع جاره الجنوبي، ويصر على أنه «جار مزعج». وأورد دريوش أن العلاقات المغربية الإسبانية، القائمة على الصراع خاصة، ضاربة في التاريخ، وتعود إلى حقبة دخول الإسلام للمغرب في مقابل انتشار المسيحية بإسبانيا، وغذتها كل الأحداث المتعاقبة بدءا بفتح الأندلس ووصولا إلى أزمة جزيرة ليلى وقبلها سبتة ومليلية وقضية الصحراء. ونبه الكاتب إلى أن المغربي في المتخيل الإسباني لازال شخصا يجب الحذر منه، فالمغربي يمثل المسلم الذي أقيمت الدولة الوطنية في إسبانيا على فكرة طرده، كما أنه الجار المزعج الذي نجح في توجيه ضربات عنيفة للإسبان، ومن ذلك جاءت فكرة عنوان الكتاب «الجوار الحذر». وسياسيا اعتبر دريوش أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تحتاج إلى الشرح والفهم، فهي تتسم بالتناقض والمد والجزر المستمرين، مستشهدا باحتفال وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بن عيسى بعيد ميلاد نظيرته الإسبانية، مباشرة بعد انتهاء جلسة عاصفة حول أزمة جزيرة ليلى، معلقا «هي علاقات ضد كل منطق». وكان نبيل دريوش قد أصدر أخيرا كتاب «الجوار الحذر.. العلاقات المغربية الإسبانية من وفاة الحسن الثاني إلى تنحي خوان كارلوس»، وذلك بعد 5 سنوات من العمل وهو كتاب يتطرق إلى مختلف المراحل والأزمات التي عرفتها العلاقات بين البلدين الجارين منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم. الكتاب الذي قدمه محمد العربي المساري، وزير الاتصال الأسبق، يتناول من خلال فصوله الأربعة جوانب من العلاقات المتشنجة بين وريث العرش المغربي، الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية اليميني خوسي ماريا أثنار، قبل أن يعرج على مرحلة الانفراج في عهد الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، ليصل إلى الحقبة الحالية، حيث ماريانو راخوي رئيس حكومة إسبانية غارقة في أزمة اقتصادية. ويتميز كتاب «الجوار الحذر»، بضمه لشهادات حية لبعض من أهم الأسماء السياسية التي عايشت مختلف مراحل الشد والجذب في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، مثل وزير الخارجية الأسبق محمد بن عيسى، ووزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني ووزير الاتصال في حكومة التناوب الأولى، العربي المساري، وكذا رئيس مجلس النواب سابقا محمد الراضي، ونائب رئيس حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، وأيضا خافيير بالنثويلا، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو.