تصوير: عبد المجيد رزقو قال الكاتب والصحافي نبيل دريوش، ان المجتمع الإسباني لا يزال جاهلا حقيقة المغرب، وأن عددا كبيرا من الإسبان يعتقدون أنه لا يوجد شيء خلف مضيق جبل طارق غير الخيام والجمال. دريوش، الذي كان يتحدث مساء اليوم الخميس في لقاء نظمه مجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب من أجل تقديم كتابه "الجوار الحذر، العلاقات المغربية الاسبانية من وفاة الحسن الثاني الى تنحي خوان كارلوس"، أكد أن "الجهل لا يمس الشرائح العادية من المجتمع الإسباني، وإنما صفوف النخبة أيضاً". كتاب "الجوار الحذر"، يتناول قضية العلاقات الاسبانية في الفترة الزمنية ما بعد وفاة الراحل الحسن الثاني صيف عام 1999 الى صيف عام 2014 الذي تميز في اسبانيا بتنازل الملك خوان كارلوس عن العرش لابنه فيليبي السادس، الكتاب يؤرخ لمرحلة تمتد لطيلة خمسة عشرة سنة، وهي مرحلة تاريخية عرفت مدا وجزرا في العلاقات الثنائية بين ضفتي مضيق جبل طارق. واختار نبيل دريوش صاحب الكتاب، البدء بجنازة الحسن الثاني التي عرفت الترتيبات الأولية لأول زيارة لرئيس الحكومة الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار، وهو اللقاء الاول الذي جمعه مع الملك محمد السادس الذي اعتلى العرش والذي أرّخ لبداية التباعد في العلاقات بين المغرب وإسبانيا الى مرحلة الوصول الى شبه المواجهات العسكرية صيف 2002 في ما يسمى مواجهة جزيرة ليلى أو بريخيل حسب التسمية الإسبانية. ويرصد الكتاب، حسب ما أكده دريوش في حديث مع "اليوم24″، التدبدبات والمد والجزر الذي عرفته العلاقات الثنائية خلال فترة الاشتراكيين بزعامة لويس زباتيرو، والتي بدأت زمنيا ما بين عامي 2004و2011 ، وينتهي بالعلاقات الثنائية في عهد ماريانو راخوي، الذي كان أقرب الشخصيات السياسية الى خوسيه ماريا أزنار واستفاد من الأخطاء التي ارتكبها هذا الاخير في علاقته مع المغرب. وأنهى دريوش كتابه بفصل خاص عن سبتة ومليلية المحتلتين، والتي يقول بأنها المواجهة المؤجلة بين البلدين، وهي المواجهة التي لن تكون عسكرية على حد تعبيره، ولكنها مواجهة سياسية ودبلوماسية "المشكل القائم هو مسكوت عنه حاليا لكن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين وطبيعة التحولات السياسية في المنطقة ستفرض ذات يوم طرح هذا الملف على الطاولة"، يقول دريوش.