انتقل الجدل حول النقل التلفزي من مركب محمد الخامس إلى قبة البرلمان، بل إلى الوزاراة الأولى، وقد يصل نزاع الوداد مع التلفزيون إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. رغم تداعيات قرار المكتب المسير للوداد، القاضي بمنع القناة الثانية من نقل مباراته الأخيرة أمام أولمبيك آسفي، والمداد الذي سكبته الصحافة المكتوبة على صفحات الجرائد، إلا أن جامعة كرة القدم اختارت كعادتها الصمت وكأنها غير معنية بالقضية. لم تستغل جامعة كرة القدم واقعة المنع، لتضغط على التلفزيون وتدعوه إلى أداء ما بذمته من متأخرات مالية تصل إلى ثمانية ملايير سنتيم، ولم تجعل من الحدث مناسبة للجلوس حول طاولة الحوار مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية لتنقيح وتلقيح العقد، ولم تطلب استفسارات من المكتب المسير للوداد حول أسباب زرع علامة قف أمام شاحنات دوزيم، فقد أسدى منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة خدمة جليلة للجامعة حين دخل على الخط ووصف قرار الوداد ب«السيبة»، حينها غير الوداديون جبهة النزاع وحفروا خندقا أمام مبنى الوزارة بأكدال. لا يستبعد أن تحصل تعديلات على قوافي الهجاء التي ترددها الجماهير، وتنضم الوزارة، التي كانت خارج بؤرة النزاع إلى لائحة المدانين، فتخصص لها المدرجات وصلة من التنكيل. يبدو أن طبول الحرب على التلفزيون قد بدأها الوداد قبل منع دوزيم بأيام، حين انتابته فورة غضب من المحللين الرياضيين الوداديين، واعتبرت تحاليلهم مجرد تصفية وليس تحلية حساب مع المدرب بادو الزاكي، لأن منع نقل المباريات معناه مصادرة صوت المعلق ورأي المحلل، وقد يمتد القرار ليشمل الواصفين الإذاعيين رغم صعوبة التصدي لهؤلاء، مادام أغلبهم قد استبدل ميكروفون الإذاعة بهاتف محمول يمكن أن ينقل وقائع المبارات ولو من المراحيض في حالة وجود حصار على المرئي والمسموع. في مصر حدثت واقعة مشابهة، وإن اختلفت مسبباتها، فقد منع الأهلي المصري قناة الحياة ودريم من نقل مباراته أمام بترول أسيوط، لكن بطريقة مخالفة تماما عما حصل أمام بوابة مركب محمد الخامس، فبعد مرور عشر دقائق من انطلاقة المباراة قطع الإرسال فجأة وظهرت على شاشة القناتين عبارة «عذرا عن هذا العطب التقني الخارج عن إرادتنا»، وتبين للمشاهد أن العطب ليس تقنيا بل إداريا لأن الأهلي أصبح يملك قناة فضائية خاصة وهي التي نالت الحق الحصري لمبارياته، وبعد فشل جهود إعادة البث استبدلت القناتان وقائع المباراة بكشكول غنائي لمطرب مصربي يلعن الرياضة والرياضيين. الوداد وكبقية أندية القسم الأول تتوصل ب200 مليون سنتيم سنويا كحقوق للنقل التلفزيوني، مقابل نقل أزيد من 30 مباراة، أي أن ثمن المباراة الواحدة لا يزيد عن 6 ملايين سنتيم، وهو سعر أرخص من سعر نقل مباريات الدوري البوروندي. في ظل هذا المعطى أصبح الوداد والرجاء والجيش وغيرها من الأندية المصنفة مطالبة بالتفكير في إنشاء قناة فضائية خاصة بالنادي، على غرار الأهلي والزمالك، تكون فرصة لتفادي أي نزاع محتمل مع التلفزيون ومع الوزير ومع المحللين أيضا.