تتميز الدورة الثامنة من الدوري الأول لدوري الصفوة، بمباريات صعبة للغاية تجمع بين أكبر الأندية الوطنية، على غرار لقاء القمة الذي سيحل فيه نادي الوداد البيضاوي ضيفا على منافسه الجيش، ومواجهة الدفاع الحسني الجديدي متزعم الدوري ومستضيفه الرجاء، كما أن هذه الدورة لا تخلو من مباريات مهمة أخرى كتلك التي ستجمع بين حسنية أكادير والمغرب الفاسي، ومواجهة المغرب التطواني والكوكب المراكشي. ويبدو أن أنظار عشاق كرة القدم الوطنية ستتجه اليوم السبت، صوب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لمتابعة أقوى مباريات الدورة الثامنة من الدوري الأول لدوري النخبة، حيث سيحل الدفاع الحسني الجديدي متزعم البطولة ضيفا على منافسه الرجاء العائد من مراكش بنتيجة مرضية بفوزه على الكوكب. ويتوقع أن تولى هذه المباراة باهتمام كبير بالنظر لصعوبتها، والتي تكمن في كون الفريقين لم ينهزما بعد في الدوري، وأن الرجاء سيكون أمام خيار الإطاحة بالمتزعم، إن أراد تقليص فارق النقط عن المقدمة والتمركز عن قرب من الدفاع، بينما سيتطلع الفريق الزائر إلى العودة بثلاث نقط للابتعاد أكثر عن مطارديه والبقاء رائدا للبطولة. وهي معطيات ستجعل من المواجهة فضاء للمتعة والاستمتاع، خاصة وأن الفريقين يعتمدان على ميكانيزمات هجومية قوية لا تخضع للخطط الدفاعية والاحتراس. ويرحل الوداد إلى العاصمة الرباط في مهمة شاقة، حينما سيحل ضيفا على منافسه الجيش الملكي في كلاسيكو مثير، سيكون من خلاله الفريق العسكري في موقع غير مريح، بالنظر إلى تواضع معنويات لاعبيه، جراء الضغط الذي يشكله إخفاق مجموعة البلجيكي والتر مويس في المباريات السبع الأولى، وتدني المردود العام للاعبي الفريق العسكري، فضلا عن عدم رضا الجميع عن التوجهات التقنية لوالتر وفشله في ضبط لاعبي الفريق، بينما سيكون الفريق الزائر أكثر راحة من منافسه، انطلاقا من النتائج التي حققها الفريق البيضاوي، رغم أن أنصاره والمهتمين بشؤون كرة القدم غير راضين عن العروض التي يقدمها زملاء هشام اللويسي، والتي غالبا ما تتعرض لانتقادات واسعة. إذ سيكون الوداد في الدورة الثامنة على موعد مع محك قوي لقياس مدى جاهزية لاعبيه، وقوة قائمة مدربه بادو الزاكي، بينما تبقى خيارات الجيش محدودة في ضرورة الفوز لاستعادة الثقة. ويستضيف النادي القنيطري منافسه شباب المسيرة، في مباراة لا تخلو من صعوبات للفريق المحلي، بالنظر إلى الصحوة التي يشهدها الفريق الصحراوي منذ مجيء حسن بنعبيشة للإشراف على إدارته التقنية، والذي ارتقى بالشباب إلى أفضل مستوياته، وتوصل إلى تهييئ لاعبيه نفسيا ومعنويا، ما دفع بالفريق إلى تقديم عروض طيبة وإحراز نتائج مرضية، بينما يوجد الفريق المحلي في وضع مقلق جراء مشواره السلبي في الدوري، والذي تصاعدت معه أصوات المطالبة بإقالة السويسري هومبيرطو مدرب الفريق الذي يبدو أن بقاءه في «الكاك» رهين بنتيجة ناديه مع الشباب، لكن المهمة ستكون ولا شك صعبة وتستدعي بذل جهد إضافي. ويرحل المغرب الفاسي إلى أكادير في مهمة لا تخلو من مخاطر، حينما سيواجه مستضيفه الحسنية المحلية، في مباراة سيكون فيها الفريق المحلي مضطرا إلى العودة إلى عهد النتائج الايجابية مع تقديم عروض طيبة، لأن أي كبوة أخرى ستخلط أوراق الفرنسي فرانسوا جودار وستبعثر مسيرته، خاصة بعد تحقيقه لهزيمتين متتاليتين طرحتا نقط استفهام حول طبيعتهما، بينما سيكون الفريق الزائر ملزما بتشكيل الخطورة على الحسنية للتخفيف من خطورته وارباك لاعبيه، واستغلال ذلك في بلوغ مرمى فهد لحمادي، وهي معطيات تفتح اللقاء على كل التكهنات، إذ تنم كل المؤشرات على أن المباراة ستكون قوية، وأن الفوز سيكون من نصيب الفريق الأكثر استعدادا. ويتوقع الجميع أن يحتضن ملعب سانية الرمل بتطوان، مباراة قوية ستجمع المغرب التطواني بمنافسه الكوكب المراكشي، في لقاء سيكون فرصة للمحليين لتزكية نتائجهم التصاعدية وتطلعهم إلى الاقتراب أكثر من المقدمة للعب أدوار طلائعية، والتنافس على لقب الدوري، وسيسعى الفريق المحلي إلى استغلال كبوة الكوكب في مباراته مع الرجاء، وتواضع معنويات لاعبي الفريق المراكشي جراء الهزيمة، وذلك لإنهاء المواجهة لفائدته، لكن يبدو أن المهمة لن تكون سهلة، بالنظر إلى قوة الفريق الزائر ووجود لاعبين في مستوى كبير، في وسعهم خلق متاعب كبيرة للفريق التطواني. وماعدا مباراتي أولمبيك خريبكة وجمعية سلا ووداد فاس والفتح، تبقى اللقاءات الأخرى عادية، من الصعب الحسم في نتائجها، لأنها قابلة لكل التوقعات، ومعرضة للمفاجآت.