بشكل مفاجئ، عرفت مجموعة من شوارع طنجة تدفقا غير طبيعي لمشردين أغلبهم مختلون عقليا، ما طرح عدة تساؤلات عن مصدرهم، دون أن يدفع ذلك السلطات المحلية إلى إيجاد حل للمشكلة. وغزا المشردون أماكن كثيرة بطنجة، بما فيها شوارع وسط المدينة والكورنيش والمدينة القديمة، وأغلب هؤلاء المشردين يمارسون التسول، وبعضهم مدمنون على المخدرات. وتشكل جحافل المشردين الذين غزوا طنجة، خطرا على المواطنين، حيث يقوم عدد منهم بمهاجمة المارة أحيانا، كما شوهد بعضهم وهم يتجولون عراة في الشوارع. وتساءل سكان طنجة عن الجهة المسؤولة عن تدفق المشردين، بالإضافة إلى الجهة المسؤولة عن استقبالهم، في ظل عدم وجود مراكز كافية لإيوائهم بالمدينة. وحسب مصدر من مركز استقبال المشردين بمنطقة «مسترخوش»، فإن المركز امتلأ عن آخره بالمشردين، ولم يعد قادرا على استقبال المزيد لأنه بلغ الطاقة الاستيعابية القصوى. ويعتقد بعد السكان أن عودة المشردين بكثافة لطنجة يذكر بتصرفات وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري، حين كانت السلطات تنقلهم من مدن أخرى إلى طنجة بشكل «انتقامي»، أو عند كل زيارة مسؤولين كبار، مغاربة أو أجانب. ومن الفرضيات المطروحة بقوة من طرف بعض السكان، إمكانية أن يكون المشردون قادمين من مدينة ستشهد زيارة ملكية قريبا، إذ أن سلطات طنجة تفعل الشيء نفسه قبل زيارة الملك لطنجة، حيث تجمع المشردين وتنقلهم إلى مدن قريبة أخرى ثم يتم إطلاقهم بشكل عشوائي وسط الشوارع.