لجأت عناصر الشرطة بكل من سيدي قاسم والقنيطرة، مساء يوم الجمعة الماضي، إلى استعمال مسدساتهم الوظيفية لاعتقال مجموعة من المنحرفين قاوموا الأمن بالأسلحة البيضاء. وذكرت المصادر أن عناصر الأمن بمدينة سيدي قاسم، اضطرت، في اليوم نفسه إلى إطلاق الرصاص، لإيقاف تجار مخدرات واجهوا رجال الشرطة بالسيوف وكلاب «البيتبول». وعاش سكان الأحياء القريبة من مسرح هذا الحادث الخطير، رعبا حقيقيا، وهم يشاهدون تفاصيل المواجهات العنيفة التي نشبت بين دورية للأمن وثلاثة أشخاص مبحوث عنهم في قضايا مرتبطة بتجارة المخدرات، بعدما رفض المشتبه فيهم الاستسلام، مقررين التصدي لعناصر الدورية بالأسلحة البيضاء والكلاب المحظورة. وأوضح مصدر موثوق أن فرقة التدخل تحركت لمواجهة عدوانية تاجر مخدرات كان مدعوما بشباب يشتغلون لحسابه قاموا في أول وهلة برمي الشرطة بالحجارة، قبل أن يستلوا سيوفهم في وجه رجال الأمن، لتوفير الحماية لزعيمهم وتمكينه من الفرار، دون أن تخلف هذه المواجهات أي إصابات في صفوف الطرفين. وأضاف المصدر ذاتها أن أفراد الشرطة، حاولوا توقيف المعنيين بالأمر، غير أن المقاومة الشرسة التي أبدوها، دفعت عنصرا من الدورية الأمنية إلى إطلاق رصاصتين من سلاحه الوظيفي في الهواء، لإخافة المبحوث عنهم، الذين نجحوا في الإفلات من قبضة الأمن، وفروا إلى وجهة مجهولة. وأفاد المصدر نفسه أن حالة استنفار أعلتنت وسط مصالح الأمن بسيدي قاسم، التي طلبت تعزيزات أمنية من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، حيث تم إيفاد فرقة أمنية متخصصة في محاربة العصابات. وفي حدود الخامسة من صباح اليوم الموالي، وبتنسيق مع الشرطة المحلية، تمت محاصرة مسكن المشتبه فيهم، ثم مداهمته، وهو ما أسفر عن اعتقال اثنين منهم، فيما ظل الثالث في حالة فرار. وذكر المصدر أن رجال الفرقة الجنائية الولائية، تمكنوا، خلال هذه العملية، من حجز كميات كبيرة من مخدر الكيف والحشيش و»طابا»، كما صادروا مجموعة من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام، هذا في الوقت الذي انطلق فيه التحقيق مع الموقوفين لتحديد هويات باقي المتورطين والكشف عن مزودهم الرئيسي بالمخدرات. وفي موضوع ذي صلة، اضطر رجل أمن بالقنيطرة، في اليوم نفسه، إلى إشهار سلاحه الناري لمواجهة شاب معروف بسوابقه العدلية بحي النهضة، أشهر ساطورا في وجه رجال الشرطة، الذين كانوا بصدد القيام بحملة تمشيطية في عين المكان. وقالت المصادر إن الشاب المنحرف، الذي خرج للتو من السجن، كان في حالة هيجان شديد، حينما شرع في سب رجال الأمن وشتمهم، قبل أن يحاول إصابة أحدهم بالساطور، وهو ما أجبر شرطيا على الاستعانة بمسدسه الوظيفي لإرغام المهاجم على الاستسلام. وأضافت المصادر أن عناصر الشرطة فشلت في اعتقال المشتبه فيه، الذي استطاع الفرار بين الأزقة الضيقة لحي «العلامة»، الذي يعرف انفلاتا أمنيا خطيرا، دفع المصلحة الولاية إلى تخصيص عدة دوريات أمنية لملاحقة أشخاص مصنفين خطر ينشطون بشكل كبير في تجارة المخدرات واعتراض سبيل المارة.