في أول رد فعل على حادث وفاة حامل على متن سيارة أجرة بمنطقة أولاد سيدي بن داود، التابعة لإقليم سطات الاثنين الماضي، راسل رئيس جماعة كيسر والي جهة الشاوية ورديغة يناشده من خلالها بالتدخل لدى المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة لحثها على إعطاء انطلاق الأشغال لتشييد المركز الصحي الجديد لكيسر تفاديا لسقوط مزيد من أرواح الحوامل والمرضى الأبرياء، مضيفا أن المندوبية الإقليمية للصحة تتوفر على الاعتمادات المخصصة لذلك منذ سنة 2012 ، والتي تقارب قيمتها 300 مليون سنتيم، تم تحويلها من وزارة الصحة إلى المندوبية الإقليمية لتنفيذ بناء مركز صحي جديد بكيسر بالإضافة إلى ثلاثة مساكن وظيفية، بعدما تم تجاوز مشكل الوعاء العقاري من قبل الجماعة وتعويضه بقطعة أرضية أخرى بالمركز نفسه. وأضاف رئيس الجماعة أنه بعد قبول تعويض العقار أقدمت وزارة الصحة على تحويل الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع ووضعها تحت تصرف المندوب الإقليمي لمصالحها بسطات، من أجل الشروع في أشغال بناء وحدة صحية جديدة بكيسر عوض المركز القديم المبني بالألواح المفككة، والذي لم تعد تتوفر فيه الشروط الملائمة لتقديم الخدمات الصحية في أحسن الظروف. وقد تمت معاينة الوعاء العقاري خلال سنة 2013 الذي وضعته الجماعة المحلية بكيسر رهن إشارة المندوبية الإقليمية لمباشرة الأشغال، إلا أن المندوب الإقليمي اشترط على الجماعة شروطا اعتبرها الرئيس تعجيزية خاصة المتعلقة ببناء دار جديدة للولادة، مشيرا إلى أن لجنة عقدت اجتماعا ترأسه والي جهة الشاوية ورديغة بحضور رئيس جماعة كيسر والمندوب الإقليمي للصحة والخازن الإقليمي لسطات والمدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء للشاوية والمفتش الجهوي للإسكان والتعمير وبعض ممثلي المصالح بعمالة سطات، حيث تمت مناقشة العراقيل التي كانت تقف أمام إخراج مشروع بناء مركز صحي جديد إلى الوجود من قبل المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بسطات رغم توفرها على الاعتمادات منذ 2012، وعبر والي الجهة عن استغرابه لعدم استثمار هذه الاعتمادات، والتزم المندوب الإقليمي بإعطاء انطلاقة الأشغال لبناء المركز الصحي، إلا أنه لم يف، حسب محدثنا، بوعده ما جعل والي الجهة يراسله، يوم الاثنين الماضي، للالتزام بإعطاء انطلاقة الأشغال دون انتظار .. وهي المراسلة التي صادفت وفاة سيدة بعد وضع حملها، إذ بعد مغادرتها المركز الصحي لكيسر في اتجاه منزلها تدهورت حالتها بسبب نزيف داخلي حاد في غياب تام لأي تتبع صحي لها من الطاقم الطبي، الذي يعاني هو أيضا من ظروف عمل صعبة للغاية راجعة بالأساس إلى البنية التحتية المهترئة للمركز الصحي بكيسر. وتساءلت فعاليات جمعوية بالمنطقة عن الإجراءات والمساطر التي تنهجها وزارة الصحة في تتبع مآل الاعتمادات التي تحولها إلى مصالحها الإقليمية أو الجهوية، والوقوف على صرفها في المشاريع المخصصة لها دون تماطل أو تأخير تفاديا لإزهاق أرواح المواطنين الأبرياء، كما حصل لسيدة تركت خمسة أيتام، والمنحدرة من أسرة فقيرة حيث تم نقل جثتها بعد مساهمة المحسنين والجيران لأداء مصاريف سيارة الإسعاف.