عاشت مؤسسة تعليمية بالقنيطرة، بحر الأسبوع المنصرم، رعبا حقيقيا، بعدما تأكد خبر وفاة تلميذة، تدرس في نفس المؤسسة، متأثرة بإصابتها بداء »المينانجيت«. وأفاد مصدر مطلع، أن عائلة التلميذة مريم بوعطية، التي تبلغ من العمر 15 سنة، وتدرس بالثالثة إعدادي، واجهت إهمالا فظيعا بقسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، الذي ظلت به في ظروف مأساوية وقاسية، دون أن يجري تشخيص حالتها، قبل أن يقرر أقارب الضحية، بعد طول انتظار، نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري بالرباط، وهم في حالة غضب واستياء شديدين. وكشف المصدر، أن الهالكة، وصلت إلى مستشفى »الإدريسي« بالقنيطرة، المعروف باسم »سبيطار الغابة«، وهي في حالة غيبوبة، وتعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، ورغم أن الطاقم الطبي، أدرك أن التلميذة، مصابة بمرض »المينانجيت«، إلا أنه عجز عن تقديم العلاجات لها، بسبب تعطل جهاز السكانير، الذي أصابه العطب، منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، دون أن تعمد مندوبية الصحة بالقنيطرة إلى إصلاحه حفاظا على أرواح المواطنين. وطالب نشطاء حقوقيون بفتح تحقيق في الإهمال الذي طال التلميذة مريم، التي تقطن بحي »الوفاء 5«، خاصة، أن مرض »المينانجيت« يستوجب إيلاء الاهتمام اللازم والفوري بالمصابين به، والإسراع إلى إخضاعهم لتدابير علاجية استعجالية لإنقاذ حياتهم، وهو عكس ما وقع للضحية، تقول المصادر، التي أهمل مستشفى »الإدريسي« حالتها، حيث لم تستفد من الإسعافات الضرورية بسبب تعطل جهاز السكانير. إلى ذلك، خيمت أجواء من الحزن، الثانوية الإعدادية «20 غشت»، التي تتوسط أحد الأحياء الآهلة بالسكان بمدينة القنيطرة، بسبب وفاة التلميذة مريم، متأثرة بداء التهاب السحايا الفتاك، المعروف ب»المينانجيت«. وشهدت الثانوية حالة استنفار صحي خوفا من عدوى مرض التهاب السحايا، إلا أن أطر المؤسسة، استغربوا اقتصار الإجراءات الوقائية، التي باشرتها اللجنة الطبية، التي حلت بعين المكان، على تلميذات وتلاميذ الفصل الذي كانت تدرس به التلميذة المتوفاة، دون باقي مرتادي الثانوية، ودون الانتقال إلى الحي الشعبي الذي تقطن فيه الهالكة، وهو ما يثير مخاوف العديدين من إمكانية انتشار هذا المرض، خاصة بعدما شاع خبر ظهور أعراض الداء القاتل على أربعة تلاميذ آخرين يدرسون في نفس المؤسسة. في المقابل، قلل مسؤول طبي، وفق ما جاء على لسان مصدر موثوق، من مخاوف انتشار العدوى، وقال، إن المندوبية، اتخذت كافة التدابير والإجراءات الوقائية، وقامت بتلقيح جماعي لعدد من أطر وتلاميذ المؤسسة، مؤكدا، أن المصالح الصحية تراقب الوضع عن كثب وعلى أهبة الاستعداد للتدخل ومواجهة أية تطورات محتملة.