بوشعيب الشداني لا أحد ينكر أن مسلسل التحكيم المغربي مع لجنة الحكام الرئيسية السابقة ودائرة الحكام الوطنية التابعة لها كان مليئا بالأحداث المثيرة للجدل، ومع لجنة الحكام الرئيسية الحالية صارت الإثارة أكثر والجدل أكبر، لا سيما بعد دخول يحيى حدقة على الخط وما رافق ظهوره في واجهة الأحداث من تفاصيل ساخنة مثيرة للعاب الإعلامي، تحتاج إلى وقفة عندها. في حديث للإذاعة الوطنية، كشف يحيى حدقة عن وجود ضغوط على الحكام، في رد مباشر على الانتقادات الشديدة اللهجة التي كالها عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطوان لجهاز التحكيم، على خلفية الأخطاء التي طالت ناديه من حكام دوري المحترفين، وهوما عجل باجتماع طارئ هدد فيه فوزي لقجع باستقالته من رئاسة اتحاد الكرة في حال ثبوت هذه الادعاءات. تصريحات مدير دائرة الحكام لم تنته عند هذا الحد، وعاد ليردد الأسطوانة ذاتها ويؤكد على وجود ضغوط على الحكام في وقت أوشك فيه الدوري المغربي للمحترفين على نهايته، مع أنه يعلم أكثر من غيره بأن أخطاء التحكيم كثيرا ما تجلب الضغط الدموي لمختلف المتداخلين في اللعبة الأكثر شعبية ببلادنا، وهو ما لمح إليه في تصريح صحفي حول الأسباب الحقيقية لضعف المنتوج التحكيمي، حين أكد على أن معظم قضاة الملاعب يفتقرون إلى كاريزمات محددة. ادعاءات المسؤول الأول عن دائرة الحكام الوطنية، إذا ما أخذناها على محمل الجد وانصرف ذهننا على التو إلى فرضية الكائن والممكن واعتبرناها قلب الحقيقة، فلنا أن نتساءل إذن عن مصدر هذه الضغوط؟ وعن طبيعتها؟ وعن قرائتها الثبوتية؟ وإن كنا ندرك كل الإدراك بأن هناك أمورا تدار في الكواليس، إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير في الوقت الراهن لن يكون مصدرها سوى الجهاز المدبر للشأن التحكيمي، الذي يحاول من الرأس إلى القدم أن يرمي الكرة في معسكر الأندية والصحافة الرياضية لينأى بنفسه عن كل الاتهامات المحتملة، وليست طبيعتها إلا تعيينات أسبوعية مرتجلة وتوقيفات ردعية بالجملة ضاعفت منسوب الضغوط النفسية على أصحاب البذل الملونة، وجعلتهم يقعون في شرك الأخطاء المتكررة، ولا يسعنا إلا أن نوسع خواطرنا لكي يكون بمقدورنا تحمل هذه الكوميديا السوداء، التي لم نعد نتذكر متى بدأت أولى حلقاتها ومتى ستنتهي سواءا بالتأليف أو بالإخراج أو بالتمثيل.