توجد بالقرب من مقر ولاية الدارالبيضاء، شكلت إلى حدود سنوات الثمانينيات واحدة من الفضاءات التي أنجبت أسماء وصل صيتها إلى العالم بأسره، إنه الفضاء الرياضي "كازابلانكيز". فبعدما عاش هذا الفضاء في العقود الأخيرة من القرن الماضي فترات من العز بإنجابه لكثير من الأسماء في عالم ألعاب القوى، ويكفي في هذا الصدد ذكر البطلة نوال المتوكل والراحلة فاطمة عوام، عانى في السنوات الأخيرة مشاكل كثيرة جعلت العديد من الأصوات تطالب بضرورة إعادة تأهيله من أجل استرجاع المكانة التي كان يوجد عليها في السابق. الإشكالية المرتبطة بتأهيل فضاء كازابلانكيز كانت من بين مطالب العديد من الجهات المهتمة بالشأن المحلي والرياضي على مستوى مدينة الدارالبيضاء، والسؤال الذي يطرح حاليا: هل سينطلق مشروع تأهيل هذا الفضاء؟ بعد مصادقة أعضاء المجلس الجماعي خلال الدورة المقبلة على تكليف شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" بعملية تأهيل وتدبير الفضاء الرياضي كازابلانكيز (النقطة مدرجة في جدول الأعمال). ولا يختلف اثنان على أن تأهيل فضاء كازابلانكيز تأخر كثيرا، فقد كان من المفروض أن تنطلق الأشغال بهذا الفضاء منذ سنوات، على اعتبار أن وضعيته لم تعد تخفى على أحد، فهو الفضاء الوحيد الذي يوجد في وسط مدينة الدارالبيضاء وفي قلب حديقة الجامعة العربية، حيث إن أي زائر يمر بمحاذاة شارع الحسن الثاني إلا ويكتشف الحالة التي أصبح عليها واحد من الفضاءات التي ساهمت في إنجاب الكثير من المواهب على الصعيد الوطني والعالمي، إضافة إلى الوضعية التي توجد عليها أكبر الحدائق في العاصمة الاقتصادية، وهي حديقة الجامعة العربية، فقد طال الوقت من أجل خروج مشروع إعادة تأهيل هذه الحديقة، علما أن العمدة محمد ساجد سبق أن وعد قبل أزيد من خمس سنوات بإعادة تأهيل هذه الحديقة. وبعد مرور سنوات على وعد ساجد بخصوص حديقة الجامعة العربية عاد مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء (2015-2020) ليتحدث بشكل مفصل حول هذا المشروع، مؤكدا أن المشروع سيكلف 110 ملايين درهم، ومساحته تقدر بعشرة هكتارات، والهدف منه هو إعادة تأهيل وترميم الأغراس وترميم البنيات التحتية الأساسية وتهيئة فضاءات الألعاب وتفعيل التكنولوجيات الجديدة، أما الجهات التي ستشارك في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، حسب المخطط ذاته، فهي وزارة الداخلية بمبلغ 35 مليون درهم وجهة الدارالبيضاء الكبرى بمبلغ 20 مليون درهم والجماعة الحضرية للدار البيضاء بمبلغ 45 مليون درهم. فهل ستكون الدارالبيضاء قادرة على إخراج هذا المشروع في غضون خمس السنوات التي هي المدة الزمنية المحددة في مخطط تنمية الجهة، أم أن الأمر لن يتعدى أن يكون مجرد حلم جميل بالنسبة إلى البيضاويين.