"كان أبي يصحبني في أيام العطلة إلى حديقة عين السبع، لقد كانت هذه الحديقة الفضاء الوحيد بالنسبة إلينا لتزجية الوقت واللعب وقضاء ساعات جميلة"، هذه الشهادة لإحدى المواطنات التي كانت تقطن قبل سنوات في البرنوصي قبل أن تقودها مسيرة الحياة إلى وجهة أخرى. ورغم أن ذكريات هذه السيدة مع حديقة عين السبع مرت عليها سنوات كثيرة فإنها ما تزال راسخة في ذهنها، وتقول "كانت حديقة رائعة لقد قضينا فيها أياما جميلة لا يمكن أن تنسى"، ولمن لا يعرف حديقة عين السبع فهي توجد بالقرب من مقر عمالة مقاطعات عين السبع وكانت واحدة من الفضاءات التي كانت تقصدها مجموعة من العائلات رفقة أبنائها إلى جانب حديقة سندباد بعين الذئاب وياسمينة بوسط المدينة وحديقة جوادي في ابن امسيك. كل من كان يزور حديقة عين السبع قبل شهور كان يشعر بضيق كبير للمصير الذي آلت إليه هذه الحديقة التي عانت لسنوات طويلة من التهميش والإقصاء إلى درجة أن الكثير من المواطنين باتوا يرفضون اصطحاب أطفالهم إلى هذه الحديقة. وبمجرد الإعلان عن مشروع تهيئة حديقة الحيوانات بعين السبع عاد الأمل ليتجدد في قلوب الكثير من سكان عين السبع والبرنوصي والحي المحمدي، فهذا المشروع الذي رصد له مبلغ 250 مليون درهم بإمكانه، حسب مصادر مطلعة، أن يعيد الاعتبار لحديقة عانت طويلا وتدهورت الأحوال بها بشكل فظيع. وتمتد حديقة عين السبع على مساحة تقدر بحوالي 10 هكتارات، (فضاء غابوي عبارة عن خمسة هكتارات وحديقة حيوانات تزيد عن هكتارين وفضاء ألعاب يزيد بدوره عن الهكتارين، وستتكلف بإنجاز مشروع حديقة عين السبع شركة الدارالبيضاء للتهيئة، وسيساهم في هذا المشروع كل من وزارة الداخلية بمبلغ 130 مليون درهم وجهة الدار البيضاء ب 40 مليون درهم والجماعة الحضرية للدار البيضاء بحوالي 80 مليون درهم. والسؤال الذي يطرح حاليا هو: هل سيتم إنجاز هذه الحديقة وفق التصورات التي ركز عليها بعض مسؤولي المدينة؟ وهل سيخرج هذا المشروع خلال السنوات المقبلة، أم أنه سيدخل إلى "الثلاجة". فها هو مشروع إعادة تأهيل حديقة الجامعة العربية، الذي أعلن عنه العمدة، محمد ساجد، منذ أزيد من أربع سنوات لم يخرج إلى الوجود، حيث إن كل من يمر بجانب حديقة ياسمينة، التي توجد بقلب حديقة الجامعة العربية، يشعر باستياء عارم للوضعية التي تتخبط فيها هذه الحديقة، وقال أحد المواطنين "لابد من إعادة فتح حديقة ياسمينة إلى حين بداية مشروع حديقة الجامعة العربية لقد كنا نجلب أطفالنا إلى هذا المكان في السنوات القليلة الماضية. وكانت الدار البيضاء عرفت في سنوات الثمانينات موجة كبيرة في عملية إحداث حدائق الترفيه، حيث كانت كل منطقة تقريبا تتوفر على حديقة للألعاب وكانت هذه الحدائق تشكل فضاء مناسبا للعديد من الأطفال لقضاء ساعات من المرح واللعب بأثمنة كانت مناسبة جدا، لكن الحال بدأ يتغير مع إطلالة سنوات التسعينيات من القرن الماضي وتعمقت الأزمة أكثر منذ بداية هذا القرن.