قلب حزب «بوديموس» معادلة القوة داخل إقليم الأندلس، رغم فوز الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، يوم أمس، في الانتخابات الإقليمية بمنطقة الأندلس، بأغلبية بسيطة ب5،35 في المائة من الأصوات في حين عرف الحزب الشعبي اليميني الحاكم أسوأ نتائج له في المنطقة منذ 25 عاما مكتفيا ب7، 26 في المائة من الأصوات.وكشفت نتائج الانتخابات بعد انتهاء فرز كامل الأصوات في وقت متأخر الليلة الماضية مشيرا إلى أن المشاركة الشعبية بلغت نحو 64 في المائة ممن يحق لهم التصويت في منطقة (الأندلس) أي أربعة ملايين من أصل 5،6 مليون مقارنة بنحو 61 في المائة المسجلة في الانتخابات السابقة عام 2012. ووفق تلك النتائج النهائية فقد أصبحت خمس أحزاب سياسية تتقاسم البرلمان الاسباني المؤلف من 109 نواب، بعد أن كانت ثلاثة فقط تتنافس سابقا على مقاعد حكومة الأندلس، إذ فاز الحزب الاشتراكي ب47 مقعدا مقابل 33 للحزب الشعبي المحافظ وخمسة مقاعد لحزب اليسار الموحد، في حين حصل الحزبان الجديدان في الأندلس «بوديموس» (نستطيع)، و(سيودادانس) على 11 مقعدا وتسعة مقاعد على الترتيب. وبدأت الأندلس التي تعد 8,4 مليون، بالاقتراع اليوم لتجديد مقاعد البرلمان، وهي انتخابات إقليمية مرتقبة ثمرة أزمة بين الحزب الاشتراكي وحزب اليسار الموحد، وحوالى 6,5 مليون ناخب توجهوا إلى صناديق الاقتراع، لاختيار الفائز من بين الأحزاب اتكلاسيكية، وهما الحزب الاشتراكي أو الحزب الشعبي، فيما قلب حزب بوديموس اليساري وسيودادانوس، من اليمين الوسط، المعادلة رافضين سياسة التقشف التي تنهجها الحكومة وتفشي الفساد داخل البلديات سواء الاشتراكية منها أو اليمينية الشعبية. وكان الحزب الاشتراكي يتناوب مع المحافظين من الحزب الشعبي على حكم اسبانيا منذ 1982. فالحزب الاشتراكي الحاكم منذ 32 عاما في الأندلس واجه فضائح عديجةفي هذه المنطقة السياحية التي شهدت طفرة عقارية. خلال السنوات السابقة، فيما سجل الحزب الشعبي يحكم في مدريد، تراجعا خطيرا في الأندلس، بعدما لم يغفر له ناخبو هذه المنطقة، التي تشهد معدلات بطالة عالية، إجراءات التقشف التي فرضها عليهم لإخراج اسبانيا من عنق الزجاجة وتخليصها من الأزمة التيس تعصف بها. ومن جهة أخري فإن الأحزاب الجديدة كحزب بوديموس اليساري المتشدد، والذي دخل الساحة السياسية بقوة في 2014 مع فوزه في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، حقق فوزا كبيرا اعتبارا لكونه يشارك للمرة الأولي، على المستوى الوطني، ليتبوأ المرتبة الثالثة مع 15 مقعدا.وهذا الحزب الذي يرئسه أستاذ العلوم السياسية بابلو ايغليسياس (36 عاما) يعد بإنهاء التقشف والفساد والفرق الحاكمة ويثير حماسة شعبية كبرى. وسط الشبان الإسبان.