في ظل النقاش الحالي حول الخريطة السكانية للمغرب، كشفت معطيات تتوفر عليها "المساء" أن هناك ثلاث فئات يصعب إحصاؤها في جهة الدارالبيضاء نظرا لحساسية التصريح بها، إذ أن هذه الفئات تعاني من الهشاشة القصوى لدرجة أن إحصاءها يكون في أغلب الأحيان صعبا. وأكدت المعطيات المتوفرة لدى "المساء" عن طريق الخريطة الجهوية للهشاشة في الدارالبيضاء أن هذه الفئات تشمل المتسولين والأشخاص بدون مأوى، والمرضى المصابين بداء فقدان المناعة المكتسب بدون موارد والمدمنين بدون موارد. وتؤكد المعطيات ذاتها أنه في إحصاء للحالات التي أحيلت على المركز الاجتماعي دار الخير بتيط مليل، بلغ عدد الزيارات لفئتي المتسولين والأشخاص بدون مأوى 198 536 زيارة، من تاريخ 07/03/2007 إلى 31/12/2014 ، وحسب إحصاء تقريبي قامت به بعض الجمعيات التي تعنى بالأشخاص المصابين بداء فقدان المناعة المكتسب بدون موارد، فإن هناك حوالي 1000 شخص مصاب يستفيدون من العلاج بجهة الدارالبيضاء الكبرى. وأوضحت المعطيات نفسها أن هناك 83 مؤسسة للرعاية الاجتماعية من بينها 36 حديثة النشأة (طاقة استيعابية لأزيد من 6000 شخص لبلوغ أكثر من 10000 استقبال نهاري وليلي) %80 منها مطابقة لقانون 14.05 وأزيد من 42 قسم مندمج مخصص للأطفال في وضعية إعاقة (أزيد من 600 شخص). الإشكال المرتبط بالشأن الاجتماعي في العاصمة الاقتصادية أصبح يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة ما يتعلق بالأشخاص الذين بدون مأوى، إذ أصبح بعضهم يستغل بعض المشاريع المتوقفة للمبيت كما وقع قبل شهور لأحد المتشردين الذي لقي حتفه بعد انهيار جزء من فندق لينكولن. وهناك مجموعة من التوصيات أكدت الخريطة الجهوية للهشاشة على ضرورة تبنيها لتجاوز الإشكالية الحالية، بينها مضاعفة الجهود لمحاربة الهشاشة بجميع العمالات والأقاليم، خصوصا بإقليم مديونة وإقليم النواصر وعمالة المحمدية حيث تتمركز جيوب الهشاشة، والتركيز في تقديم المشاريع على الفئات الثلاث المعنية التي عبرت عنها إحصاءات (2006-2008-2014) وهي النساء في وضعية هشاشة قصوى والأشخاص المسنون بدون موارد، والأشخاص المعاقون بدون موارد، وتشجيع الجمعيات العاملة في مجال مواكبة النساء في وضعية صعبة، وتشجيع الفئات التي تعاني الهشاشة على إحداث مشاريع مدرة للدخل ومواكبتها، وتشجيع الجمعيات على تقديم الخدمات للأشخاص المسنين داخل بيوتهم، وإحداث مراكز إضافية للرعاية الاجتماعية للاستقبال النهاري، خاصة لفائدة المسنين والأشخاص المعاقين، وإحداث مراكز الرعاية الاجتماعية إضافية للاستقبال الدائم للأشخاص المسنين والنساء في وضعية صعبة والأشخاص المعاقين والأشخاص بدون مأوى داخل كل عمالة وإقليم. وللإشارة، ففي جهة الدارالبيضاء يوجد أزيد من 39 ألف شخص يعيشون في وضعية الهشاشة القصوى تم تحديدها بثلاث عمالات (إقليم مديونة 3,75 في المائة من الساكنة، إقليم النواصر 2,85 في المائة من الساكنة، عمالة المحمدية 1,1 في المائة من الساكنة.