رقم مثير تم الكشف عنه خلال الندوة التي تم عقدها بمقر ولاية الدارالبيضاء، يوم الخميس الماضي، أثناء عرض خريطة الهشاشة القصوى في جهة الدارالبيضاء الكبرى، الرقم يتعلق بعدد المتسولين في المدينة، إذ يصل إلى أزيد من 30 ألف متسول يجوبون شوارع وأزقة جهة الدارالبيضاء. الرقم الذي تم الإعلان عنه، وإن كان لا يشكل أي مفاجأة بالنسبة إلى البيضاويين على اعتبار أن أفواج المتسولين توجد في كل مكان، يطرح أكثر من علامة استفهام في مدينة تسعى إلى أن تتحول إلى قطب مالي. هول هذا الرقم هو الذي جعل والي الدارالبيضاء، خالد سفير، يؤكد في الندوة ذاتها أن هناك مجموعة من الظواهر تشكل وصمة عار ولابد من معالجتها، وقال: "لابد من تعبئة جميع الموارد المالية سواء المتعلقة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو الإمكانات المجالس المنتخبة، وذلك بهدف مساعدة الجمعيات النشيطة في هذا المجال، وأكد أن الهشاشة في الدارالبيضاء تستدعي التفكير في طرق لجلب الشباب في المعاهد من أجل المساهمة في تقديم خدمات للمواطنين الذين يعانون من هذه الهشاشة. وبالعودة إلى القضية المرتبطة بالتسول في العاصمة الاقتصادية، فقد سبق أن حذرت الكثير من وسائل الإعلام، بما فيها "المساء"، من خطورة هذه الظاهرة التي تشوه بياض المدينة، إذ إن بعض المدارات الطرقية لم تعد تخلو من وجود عدد كبير من المتسولين، وتحولت بعض المدارات الطرقية إلى سوق يتنافس فيه المتسولون المغاربة والأفارقة والسوريون، وهو ما يثير استياءا عارما لدى العديد من السائقين. القضية المرتبطة بالتسول جعلت بعض خطباء المساجد في مناسبات كثيرة يدخلون على الخط، ويؤكدون أنه لايجب تقديم المساعدات لهؤلاء المتسولين، حيث إن العديد منهم يتخذون التسول حرفة ومهنة، الأمر الذي يتطلب الكف عن تقديم المساعدات لهم. وفي إحصاء للحالات التي أحيلت على المركز الاجتماعي دار الخير بتيط مليل، بلغ عدد الزيارات لفئتي المتسولين والأشخاص بدون مأوى 198 536 زيارة، من تاريخ 07/03/2007 إلى 31/12/2014. وفي الشق المرتبط بالهشاشة في جهة الدارالبيضاء الكبرى، أوضحت الخريطة الجهوية للهشاشة أنه يوجد أزيد من 39 ألف شخص يعيشون في وضعية الهشاشة القصوى تم تحديدها بثلاث عمالات (إقليم مديونة %3.75 من الساكنة، إقليم النواصر% 2.85 من الساكنة، عمالة المحمدية % 1.1 من الساكنة). وأكدت الخريطة أن هناك ثلاث فئات أكثر عرضة للهشاشة وهي النساء بنسبة 34 في المائة والأشخاص المسنون بنسبة33 في المائة والأشخاص في وضعية إعاقة بنسبة %21. وأوضحت الخريطة ذاتها أن هناك ثلاث فئات يصعب إحصاؤها المتسولون والأشخاص بدون مأوى والمرضى المصابون بداء فقدان المناعة المكتسب بدون موارد والمدمنون بدون موارد. الإشكال المتعلق بالهشاشة في جهة الدارالبيضاء يتطلب إمكانات مادية ضخمة وإرادة من أجل محو صور هذه الهشاشة التي تحرم الكثير من مواطني الجهة من أبسط الخدمات الضرورية.