نشبت مشادات خفيفة بين السلطات العمومية وقيادة جماعة العدل والإحسان أول أمس بسلا أثناء احتفال الجماعة بالإفراج عن معتقليها الأحد عشر وسط الشارع العام. وحاولت السلطات منع العدل والإحسان من استعمال مكبرات الصوت عبر نزعها، مما أدى إلى وقوع تدافع بين الطرفين، فأصر أتباع الشيخ ياسين على إتمام برنامج الاحتفال الذي أقيم في الشارع العام وحضره حوالي 1500 مشارك من الرجال والنساء والأطفال، من بينهم أسر المعتقلين الذين ينحدر جلهم من الجهة الشرقية. وعرف مكان الاحتفال إنزالا مكثفا لرجال الأمن والقوات المساعدة بعد وصول المعتقلين الذين قدموا من سجن بوركايز بفاس، وتم إصدار تعليمات بعدم استعمال مكبرات الصوت في الشارع العمومي بسبب عدم وجود ترخيص لذلك، غير أن الجماعة واصلت احتفالها، الذي كان عبارة عن أناشيد إسلامية وكلمة ألقاها محمد عبادي، عضو مجلس إرشاد الجماعة، التي اعتبر فيها أن ملف المعتقلين، الذي يطلق عليه اسم «طلبة العدل والإحسان الاثنا عشر» ما هو إلا مشكل بسيط تمت تسويته. و انقطع التيار الكهربائي عن المنطقة، مما دفع إلى تسريع وتيرة الاحتفال لينفض الجمع، لتتابع الجماعة احتفالها داخل الإقامة السابقة لمرشدها عبد السلام ياسين، التي تعتبر بمثابة المقر الرسمي للجماعة. وتم استقبال معتقلي الجماعة، الذين كانوا يرتدون لباسا موحدا بطريقة تشبه الطريقة التي يستقبل بها حزب الله اللبناني أسراه، إذ قدم لهم الحليب والتمر ووشحوا بأكاليل من الورود ووسام يحمل اسم جماعتهم، وتقدموا للسلام على قيادة الجماعة التي حضرت دون مرشدها عبد السلام ياسين. وقام المفرج عنهم الأحد عشر بزيارة لمرشد الجماعة بمقر إقامته بحي السويسي بالرباط. يذكر أن المفرج عنهم، وهم أحمد التاج ونور الدين التاج ينحدران من بوعرفة، وبلقاسم الزقاقي وعلي حيداوي من تاهلة، والمتوكل بلخضير من كرسيف، ومصطفى حسيني من الناظور، ومحمد الزاوي ومحمد الغزالي من تازة، ويحيى العبدلاوي ومحمد اللياوي من بركان، ومحمد بهادي من أزرو، وقد قضوا كلهم عقوبة حبسية مدتها 18 سنة، وما يزال بلقاسم التنوري معتقلا لكونه اعتقل بعدهم بسنة. وقد تم اعتقال الطلبة خلال أحداث جامعة محمد الأول بوجدة بداية التسعينيات إثر صراع بين الطلبة القاعديين وفصيل طلبة العدل والإحسان، و أدانتهم المحكمة بعشرين سجنا نافذا بعدما وجهت إليهم تهمة قتل الطالب المعطي أملي، الذي كان يتابع دراسته في السنة الثانية بكلية العلوم شعبة الفيزياء والكيمياء.