نظمت جمعية خاصة بالهجرة تنتمي إلى حزب «بوديموس» الإسباني، قافلة تضامنية إلى غابة بليونش، تضامنا مع المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المقيمين هناك بين أحراش الغابة المحاذية للسياج الحدودي الفاصل بينها وبين مدينة سبتة. وقدمت جمعية «بوديموس للهجرة» الموجودة بسبتة، والتي تعتبر ذراعا جمعويا للحزب اليساري الإسباني، الذي أصبح يهدد الأحزاب الكلاسيكية الإسبانية، مواد غذائية وألبسة، وأدوية للمهاجرين غير النظاميين، الذين أعربوا لهم عن معاناتهم اليومية وسط غابة بليونش، مثلما كشفوا عن سوء أحوالهم الصحية والنفسية. وأخضع الوفد الإسباني، الذي كان يضم في صفوفه بعض المواطنين الإسبان الموجودين بالمغرب، بعض المهاجرين الأفارقة لفحص طبي، قامت به ممرضة تنتمي للجمعية المذكورة، فيما عجزوا عن معالجة مهاجر مازال يعاني من عيار ناري مازال مستقرا في خصره، بعدما تم إطلاق النار عليهم خلال محاولتهم اجتياز السياج، قبل حوالي ثلاثة أشهر. وأفاد مصدر من الجمعية الإسبانية «بوديموس للهجرة» أن المهاجر غير الشرعي يحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة لاستخراج الرصاصة المستقرة داخل جسده، التي تعرض صحة الشاب لمضاعفات صحية متعددة. وسرد المهاجرون بغابة بليونش مأساتهم الإنسانية، مشيرين إلى وجود نقاط تجمع أخرى لرفاقهم في المحيط المجاور لمدينة سبتة. وفي غياب دعم الجمعيات الحقوقية بمدينة تطوان للمهاجرين الأفارقة، فقد أصبح هؤلاء يحظون بدعم جهات خارج المغرب، كالجمعية المغربية لإدماج المهاجرين المتمركزة بمدينة مالقة الإسبانية، التي قامت بزيارة المهاجرين قبل حوالي شهر، مرفوقة بفريق طبي مكون من أربعة أطباء، حيث كشفت حينها في تقرير صادر عنها أن أغلب المهاجرين الذين يعيشون بغابة وأحراش بليونش، المحاذية لمدينة سبتة يعانون من آلام وأمراض في المفاصل وفي الأسنان نتيجة للبرد القارص، وقلة الملابس والأغطية. كما يعاني البعض الآخر من أمراض متعلقة بالجهاز الهضمي بسبب سوء التغذية، أكثرها الإمساك والدودة الشريطية. وسجل الفريق الطبي أيضا أن بعض الأمراض الجلدية مردها إلى قلة النظافة وظروف العيش بالغابة، مشيرا إلى أن الغابة تأوي حاليا حوالي 411 مهاجر غير شرعي متحدرين من بلدان مختلفة يتمركزون في أربع نقاط أو تجمعات؛ تمركز الماليين، والسينغاليين، والغامبيين، والغابونيين. ولا تعتبر القافلة التضامنية ليوم السبت الماضي، التي نظمتها جمعية «بوديموس للهجرة» الأولي من نوعها، فقد أفاد مصدر عن الجمعية ل «المساء» أنهم نظموا زيارات تضامنية متعددة إلى بعض المناطق، تم خلالها تقديم دعم إنساني عبارة عن بعض الملابس والأغطية والمواد الغذائية. وأصبح حزب «بوديموس» (نستطيع) يتصدر واجهة الأحداث وتعاطف الملايين من الإسبان معه، سيما بعد حصوله خلال شهر فبراير الماضي على 10 في المائة من أصوات الناخبين الإسبان في انتخابات البرلمان الأوربي بعدما ولد من رحم حركة الغاضبين الإسبان ضد الأحزاب التقليدية، حيث حصل على قرابة 28 في المائة من الأصوات في استطلاع للرأي بشأن الانتخابات التشريعية، ليتصدر الرتبة الأولى، يليه في المركز الثاني الحزب الاشتراكي المتزعم الحالي للمعارضة، بأكثر من 26 في المائة، فيما تراجع الحزب الشعبي اليميني الحاكم إلى المركز الثالث بحوالي 21 في المائة، بينما تقهقر حزب اليسار الموحد بنسبة غير مسبوقة.