عادت إدارة سجن «مول البركي» بآسفي إلى إعلان حالة استنفار من جديد، بعد إقدام معتقل على محاولة انتحار تعد الرابعة من نوعها في ظرف أقل من 20 يوما، بعد ثلاث محاولات انتهت بوفاة سجين، وأوضح مصدر من داخل السجن المذكور، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن إدارة المؤسسة أعلنت حالة استنفار يوم الجمعة الماضي، ومنعت المعتقلين من الوصول إلى المصحة بعد تسجيل حالة الانتحار الرابعة من نوعها هذا الشهر. وأكد المصدر ذاته أن المعتقل، الذي أقدم على محاولة الانتحار قبل أن يتم إنقاذه من طرف بعض زملائه الذين انتبهوا إلى العملية، سبق له أن أقدم على محاولة انتحار أخرى قبل أيام من خلال محاولة قطع شرايينه بواسطة آلة حادة، قبل أن يتم إسعافه من طرف الإدارة بمصحة السجن، مضيفا أنه هدد أكثر من مرة بالانتحار دون أن تتخذ الإدارة الإجراءات اللازمة لمنعه من تنفيذ تهديداته بالانتحار، من خلال مصادرة جميع الأدوات الحادة والأشياء التي يمكن أن يستغلها لشنق نفسه كما حدث خلال محاولة الانتحار الأخيرة التي باءت بالفشل. وذكر المصدر نفسه أن السجين المذكور، الذي يقضي عقوبة تصل إلى حوالي سنتين، نقل إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي من أجل تلقي العلاجات اللازمة، بعد وقف النزيف الذي تعرض له نتيجة قطع شرايينه بآلة حادة، مضيفا أنه عادة إلى زنزانته، ليلة الخميس الماضي، في ساعة متأخرة، ليقدم مباشرة يوم الجمعة على محاولة انتحار ثانية عن طريق محاولة شنق نفسه، وهو ما فطن له بعض زملائه وقاموا بإسعافه في آخر لحظة. وكان معتقل آخر قد فقد حياته بعد إقدامه على الانتحار داخل زنزانته قبل أقل من 20 يوما، ما استدعى تدخل النيابة العامة بآسفي على الخط للتحقيق في أسباب عملية الانتحار التي أودت بحياة المعتقل المذكور، الذي وضع حدا لحياته بعد خلافات مع الإدارة. كما فتحت الضابطة القضائية للدرك الملكي، التي يوجد سجن «مول البركي» في نطاق نفوذها الترابي، بحثا في الموضوع بتعليمات من النيابة العامة من أجل الوصول إلى حقيقة انتحار السجين المذكور.