عاش سجن مول البركي بآسفي، نهاية الأسبوع الماضي، حالة استنفار غير مسبوقة بعد قيام ثلاثة معتقلين، بشكل شبه متزامن، بثلاث محاولات انتحار احتجاجا على إدارة السجن، ودخلت النيابة العامة بآسفي على خط عملية الانتحار، التي أودت بحياة أحد المعتقلين، الذي قام بالانتحار بعد خلافات مع الإدارة. وأكد أحد المعتقلين، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن السجين الذي أقدم على الانتحار شنقا بواسطة حبل داخل زنزانته بالسجن المذكور كان يدعى قيد حياته (سعيد .ن)، ويبلغ حوالي الثلاثين من العمر، وسبق له أن هدد إدارة السجن بالانتحار أكثر من مرة دون أن تولي تهديداته أي اهتمام، ظنا منها أنه فقط يقوم بالتهديد، موضحا أن السجين كان يقضي عقوبة سجنية تبلغ 25 سنة سجنا نافذا، بتهمة القتل العمد. وأشار المصدر ذاته إلى أن إدارة السجن حاولت إسعافه ونقله إلى المستشفى، بعد أن اكتشف أمره مجموعة من المعتقلين، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى المستشفى، ولم تفلح الإسعافات الأولية التي قدمت له في إنقاذ حياته. إلى ذلك، فتحت الضابطة القضائية للدرك الملكي، التي يوجد سجن مول البركي في نطاق نفوذها الترابي، بحثا في الموضوع بتعليمات من النيابة العامة، من أجل الوصول إلى حقيقة انتحار السجين المذكور، وتم نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات من أجل إجراء عملية تشريح عليها لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة والساعة التي تمت فيها، من أجل ضمها إلى البحث الذي تجريه الضابطة القضائية للدرك تحت إشراف النيابة العامة. وفي سياق متصل، كشف المصدر ذاته أن سجينين قاما في اليوم ذاته بمحاولتي انتحار فاشلتين، الأول عن طريق إضرام النار في جسده، والثاني من خلال تمزيق جسده بواسطة شفرة حلاقة، مضيفا أنه تم نقلهما إلى مصحة السجن من أجل تقديم الإسعافات الأولية إليهما. واعتبر المصدر نفسه أن السجين الأول قام بإضرام النار في بعض الأغطية التي كانت داخل زنزانته من أجل الانتحار، قبل أن يتدخل مجموعة من زملائه ويقومون بإخماد الحريق، في حين قام السجين الثاني بتمزيق جسده بواسطة شفرة حلاقة، مما استدعى القيام بعملية رتق جلده من خلال أكثر من 60 غرزة. وتوقع المصدر ذاته أن تحل لجنة تفتيش من إدارة السجون بالسجن ذاته من أجل معرفة الأسباب التي دفعت المعتقلين الثلاثة إلى الإقدام على محاولات الانتحار بشكل شبه متزامن.