اضطرت امرأة حامل بمنطقة القصبة المهدية، عشية الجمعة الماضي، إلى وضع مولودها بمنزلها، دون أدنى مساعدة من أحد، بعد أن ظلت تنتظر وصول سيارة إسعاف لأزيد من ساعتين. وقال المصدر إن جيران الحامل ميرة العيساوي ظلوا يهاتفون رئيس بلدية المهدية لإرسال سيارة الإسعاف التابعة للجماعة إلى منزل السيدة التي كانت تعاني وجعا شديدا، دون أن تسفر توسلاتهم عن أي شيء جديد، بعدما أشعرهم بأن هاتف سائق السيارة المذكورة يوجد خارج التغطية. وأوضح المصدر ذاته أن بعض من تدخلوا لإنقاذ الحامل من خطر الموت بادروا إلى الاتصال بباشا المنطقة، الذي وعدهم بحل هذا المشكل، وأمرهم بانتظار سيارة الإسعاف بالقرب من الثانوية الإعدادية بقصبة المهدية، لكن دون جدوى، بعدما تجشمت جارات الحامل عناء الانتظار لأزيد من ساعة تحت أشعة الشمس دون وصول السيارة التي ستنقل السيدة إلى المستشفى الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة. ووفق معطيات «المساء»، فإن الحامل اشتد عليها المخاض، فاضطرت إلى تحمل مشاق وضع مولودها لوحدها، مع ما يشكل ذلك، من تهديد حقيقي لها ولابنها، سيما بعد فقدانها الوعي، وإصابتها بحالة إغماء، ولولا القدرة الإلاهية لكانت هي ومولودها في عداد الموتى، بسبب إخلال سائق سيارة الإسعاف بمسؤولياته، وتهاون رئيس بلدية المهدية، وعدم ممارسة باشا المنطقة لاختصاصاته، بعدما لم يتدخلوا لإنقاذ حياة شخص في حالة خطر.