«واش هذا مضروب على أسفي؟ المرأة اللي جات تولد إيصيفطها لأسفي، وبزاف، علاش الدولة بنات لينا هذا الصبيطار؟» يتعلق الأمر هنا بألفاظ قلق انتاب أسرة إحدى السيدات القاطنة بحي العيون بمدينة اليوسفية التي جاءت لمستشفى للاحسناء رفقة زوجها من أجل أن تضع حملها، حيث وجههم المسؤول الأول عن المستشفى للذهاب إلى مدينة أسفي، بحجة أن مستشفى محمد الخامس هناك يتوفر على التجهيزات والوسائل الطبية الكافية للتوليد، خلاف مستشفى للا حسناء باليوسفية. وأضافت مصادرنا التي تابعت الحالة الاجتماعية، أن مدير المستشفى أكد لهم أن الجنين في حالة صعبة (التيلاد مقلوب) ولا يمكن أن يتم توليده باليوسفية، خوفا من وقوع نزيف أو استعصاء أمر الولادة، مما قد يتسبب في وفاة المرأة والجنين، خصوصا وأن السيدة المعنية بالوضع في حملها الأول، مضيفا أن الأمر يتطلب عملية جراحية سريعة، وطولب زوج السيدة الحامل بأداء مصاريف محروقات سيارة الإسعاف لنقل الحامل إلى أسفي! وفعلا تضيف مصادرنا دفع الزوج 220,00 كمصاريف المحروقات بحضور سائقها الملحق بالمستشفى من طرف جماعة اليوسفية، لكن الغريب أنه بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مدخل منطقة ثلاثاء بوكدرة وضعت السيدة حملها داخل سيارة الإسعاف بدون مشاكل تذكر!! وتساءلت عائلة المرأة الحامل: أين العملية الجراحية والتيلاد المقلوب؟..وماذا لو لم يكن الزوج لحظتها يتوفر على مبلغ 220 درهما الخاصة بالمحروقات؟ ولماذا لا يتم إرجاع المبلغ بعد رجوع سيارة الإسعاف؟وأين هي اعتمادات المحروقات المخصصة للمستشفى؟ وفي هذا السياق أفادنا مصدر حقوقي بأن مستشفى للاحسناء لم يعد يقدم أية قيمة مضافة لمدينة اليوسفية والنواحي، وأن هناك العديد من الخروقات والأخطاء التي كادت أن تودي بحياة العديد من الأمهات والسيدات اللواتي يرغبن في وضع حملهن محليا، ويتم توجيههن إلى أسفي، وذكر ذات المصدر الحقوقي بالوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الإطارات المحلية للتنديد بسلوكات مدير المستشفى، دون أي تحرك للجهات المعنية. وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي قد تناولت من خلال مراسلات سابقة عدة حالات للولادة تم رفضها وتوجيهها لأسفي، وتم وضع الأجنة على قارعة الطريق في الطريق إلى أسفي، وتحول السائقون إلى ممرضين يقومون بقطع حبل الصرة، إما بمنطقة جمعة اسحيم أو منطقة ثلاثاء بوكدرة، وتتساءل عدة مصادر عن من يتحمل مسئولية هذه الحالات وكيف يمكن التعامل معها إداريا لتسجيل المواليد الموضوعين على قارعة الطريق بين اليوسفية وأسفي؟ ومتى يتم التحقيق في هذه الحالات اللاإنسانية بمستشفى للاحسناء باليوسفية؟