استنفرت مصالح أمنية مختلفة عناصرها بعد أن لجأت مجموعات إسلامية، بدعم من عشرات السكان بعدد من الأحياء المهمشة في الدارالبيضاء، إلى توزيع منشورات وإلصاقها بعدد من الحيطان، إذ تبين أن الملصقات تحمل آيات قرآنية من قبيل «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة»، إضافة إلى رسائل وجهت خاصة إلى مرجي المخدرات، حيث وضعت لافتات تشير إلى منع مروجي المخدرات من دخول أماكن معينة كانوا يرتادونها لترويج بضاعتهم أمام أعين المئات من السكان بكل من سيدي مومن والبرنوصي وأحياء أخرى. ومن بين الأحياء التي احتج بها ملتحون بطريقة خاصة على انتشار تجارة واستهلاك المخدرات، أو حتى ممارسة الفساد بأماكن معينة، سكان المنصور 1 بالبرنوصي، إذ تم توزيع عدد كبير من المنشورات بمحيط المدارس، إضافة إلى إلصاق أخرى بواجهات المنازل، قبل أن يتم تعليق لافتة كبيرة كتب عليها «ممنوع وقوف ودخول مروجي الفساد والمخدرات إلى هذا المكان». وخلق احتجاج مجموعة من الملتحين وعشرات السكان بطريقتهم الخاصة استنفارا في عدد من المصالح الأمنية ولدى مسؤولي الاستعلامات العامة، الذين سارعوا لمعرفة مصدر الملصقات والمنشورات التي علقت بأكثر من واجهة بعشرات المنازل. وعبر عدد من السكان، أثناء استفسارهم من طرف عناصر السلطة المحلية، عن تذمرهم واستيائهم من ظاهرة ترويج المخدرات من طرف عدد كبير من «البزناسة» المعروفين بالأسماء، إضافة إلى قيام تلاميذ يدرسون في إحدى الثانويات بممارسات مشينة أمام بيوت عائلات أصبحت تعيش في خوف على بناتها، وطالبوا بوضع حد لتلك الممارسات، مطالبين السلطات الأمنية ونيابة التعليم بالقيام بمهامهم، وتحسيس هؤلاء المراهقين بخطورة ما يقومون به. ونفى عدد من السكان بأكثر من حي علمهم بمن يقف وراء المنشورات التي وزعت بشكل ملفت للنظر، مدافعين في الوقت نفسه عن صحة ما جاء فيها وعن ضرورة مواجهة الخطر الذي يهدد أسرهم.