إثر التساقطات الثلجية الكثيفة التي يشهدها إقليم ميدلت، والتي فرضت على أزيد من 420 دوارا حصارا تاما حال دون نقل المرضى إلى المستشفيات لتقلي العلاجات من بينهم المواليد الجدد، حيث تسببت قساوة الطقس في وفاة العديد منهم، مثلما سجلت وفيات في صفوف العجزة والمرضى الذي يعانون على الخصوص من أمراض مزمنة ومستعصية، تقول مصادر من الإقليم، وإثر هذا الوضع فقد تدخلت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة وقامت بعدة تدخلات طبية وأجلت العديد من المرضى منهم نساء حوامل ومرضى نحو المستشفى الإقليمي والمستشفى المتنقل ببومية، والذين كانوا محاصرين بالثلوج خاصة بدوار تاعرعارت ودوار ماسو، ومن بين الحالات مولود حديث الولادة كان في وضع صحي حرج. وبسبب التساقطات الثلجية غير المسبوقة منذ سنوات والتي غطت كل تراب الإقليم أي ما يفوق 13000 كلم2 فإن أغلب سكان إقليم ميدلت يعانون على مستوى جميع الأصعدة، بما فيها الصحة والنقص الكبير في التغذية وحطب التدفئة بشكل جعل حياة آلاف الأسر بتلك المناطق «كارثية»، تقول مصادر من المنطقة، وهو ما يتطلب تكثيف المجهودات بشكل أكبر لإنقاذ المتضررين بعد أن حاصرتهم الثلوج وعزلتهم عن العالم الخارجي من أجل تدبر أمورهم، خاصة الصحية منها إذ كثيرا ما يهلك العشرات من المرضى والنساء الحوامل والأطفال خلال كل موسم تساقطات ثلجية. وقد تلقت المصالح الصحية خبر وجود رضيع عمره 30 يوما في حالة حرجة بدوار تاعرعارت الذي يبعد ب 56 كلم عن تونفيت وفي منطقة غير معبدة ومكسوة بالثلوج، ويبعد عن ميدلت ب 146 كلم، وقد تم إيفاد الطبيبة رئيسة المركز الصحي لتونفيت وطاقما مرافقا لها إلى الدوار المذكور في الساعة الثانية من صباح أول أمس الاثنين وعاينت حالات أخرى لرضع مصابين بزكام موسمي، كما عاينت حالات مرضى آخرين. وقد انتقل فريق طبي إلى المنطقة حيث تم إخضاع 300 شخص للفحص مع توزيع الأدوية بدوار تاعرعارت، ومراقبة صحة امرأة ورضيعها الذي ازداد قبل ليلة من وصول الطاقم الطبي، كما تمت معالجة رجل مسن يعاني من عسر التبول، وقام الفريق الطبي بزيارات منزلية لمعاينة 10 حالات لا تقوى على التحرك. وبدوار ماسو قام الفريق الطبي بالكشف عن 228 شخصا مع توزيع الأدوية وكذا زيارتين في منزلين لمعاينة حالتين طريحتا الفراش، يقول بلاغ لوزارة الصحة توصلت به «المساء».