كشفت مصادر حقوقية عن تسجيل ما وصفته ب«حالات اختفاء قسري» تعرض لها عدد من الأشخاص بمجموعة من المدن المغربية. وأوردت رسائل مستعجلة، بعثت بها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى كل من وزارتي العدل والداخلية والإدارة العامة للأمن الوطني، أن ما لا يقل عن 6 أشخاص، أغلبهم طلبة، قد تم اقتيادهم إلى وجهة مجهولة من قبل رجال أمن بزي مدني، من بينهم عناصر من مديرية المحافظة على التراب الوطني، «الديستي». وقد سجلت هذه الحالات، التي تسبق عادة الإعلان الرسمي عن تفكيك خلايا ذات ارتباطات بشبكات إرهابية، بكل من مدن تازة وسلا والدار البيضاء خلال الفترة الممتدة ما بين الثاني والرابع عشر من أكتوبر الجاري. ويتعلق الأمر -حسب المعطيات الأولية- بطالب يقطن بدوار المخزن أحراش تازة، حاصل على شهادة الماستر في الجغرافيا، تم اقتياده مصفد اليدين من طرف ثمانية أشخاص مجهولين بزي مدني، بمعية أحد عناصر إدارة المحافظة على التراب الوطني، بتازة يوم 06/10/2009 على الساعة الثانية عشرة زوالا، بعد تفتيش منزله وحمل بعض الوثائق والأوراق الإدارية، (تم اقتياده) إلى سيارة الشرطة التي تركت بعيدة عن منزله. أما الحالة الثانية فتتعلق بتلميذ من مواليد 1984 يقطن بزنقة أبي عنان المريني ببيت غلام بتازة -تعرف والده على أحد العناصر التي اقتادته وهو تابع لإدارة المحافظة على التراب الوطني بتازة- وذلك يوم 2009/10/02 على الساعة التاسعة ليلا، من أمام مقبرة سيدي عبد النور، وتم بعد ذلك اقتياده إلى منزل عائلته وتفتيشه وحمل بعض الكتب والأقراص المدمجة. ولما تدخل والده طالبا الإفراج عنه وعدته عناصر إدارة المحافظة على التراب الوطني بأنه سيعود خلال ساعات إلى منزله، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث. وقد اتصلت عائلته في الأيام الموالية لاختفائه بكل الجهات الرسمية من مصالح أمنية وقضائية إلا أنها أنكرت جميعها وجوده لديها أو معرفتها بمصيره. ثالث حالة، تم تسجليها أيضا هذه المرة بسلا تابريكت، ويتعلق الأمر بطالب يبلغ من العمر 18 سنة، اقتيد إلى وجهة غير معلومة من قبل أشخاص مجهولين يوم 5 أكتوبر الجاري بينما كان متوجها من منزله إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، وقد اتصلت عائلته بجميع أقسام الشرطة على مستوى المدينة وأكد لها مسؤولوها جميعهم جهلهم بمصيره. الحالة الرابعة تم تسجيلها هي الأخرى بمدينة تازة، ويتعلق الأمر بطالب جامعي تم اقتياده من قبل أشخاص بزي مدني يوم 6 أكتوبر الجاري على الساعة الواحدة زوالا من منزل عائلته بتازة السفلى، حيث دخلوا منزل العائلة دون تقديم أي إذن بذلك وأخذوا معهم المعني بالأمر وبعض الكتب الدينية والسيديات (الأقراص المضغوطة)، واقتادوه إلى مكان مجهول . وربطت مصادر مطلعة تسجيل هذه الحالات بقرب إعلان مصالح الأمن عن تفكيك خلية إرهابية جديدة لا يعلم، إلى حد الآن، ما إذا كانت لها ارتباطات بآخر خلية تم تفكيكها والمتكونة من 27 عنصرا والمشتبه في ضلوعها في تجنيد انتحاريين للسفر إلى العراق وأفغانستان أم إنها خلية مستقلة.