وجد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في انعقاد اللجنة المركزية لشبيبة حزبه مساء أول أمس السبت بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة، الفرصة المناسبة لبعث رسائله إلى من يهمه الأمر، بدءا بالقصر، مرورا بخصومه السياسيين، وانتهاء ب«إخوانه». أولى الرسائل التي حرص بنكيران على تمريرها، خلال الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء اللجنة المركزية لشبيبة الحزب الإسلامي، كانت تأكيده على أن علاقة القصر الملكي بالعدالة والتنمية، الذي لم يكن يحلم بالوصول إلى رئاسة الحكومة، قد اجتازت منطقة الاضطرابات وعدم الثقة، وولجت مرحلة جديدة هي مرحلة التعاون. وقال بعبارات واضحة: «من أسرار نجاحنا عدم منازعتنا لسلطاننا، فتعاونا ونتعاون معه». الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لم يتوان خلال كلمته عن بعث رسائل طمأنة إلى من يهمه الأمر في المحيط الملكي وفي المشهد الحزبي، وقال: «لا نريد الهيمنة على الدولة أو على الناس، وإنما نمارس السياسة لأن القانون هكذا يستوجب أحزابا ويتطلب المشاركة.. وإذا أرادنا المغاربة فنحن موجودون». وأضاف أن «الإسلام لم يأت ليسيطر على البشرية، وإنما جاء ليوصل الخير للبشرية.. والذين يفكرون بمنطق الهيمنة لا يفقهون شيئا». إلى ذلك، شن بنكيران هجوما حادا على خصوم حزبه السياسيين، واصفا إياهم ب«المهزوزين» و«النائحة المأجورة»، وقال: «خصومنا مهزوزون فاقدون للبوصلة ولا يعرفون ماذا يفعلون ويخبطون خبط عشواء. خصومنا كالنائحة المأجورة. وليست النائحة الثكلى كالنائحة المأجورة». وفيما بدا لافتا خلال كلمة بنكيران انتشاءه بما حققه حزبه خلال قيادته للتجربة الحكومية الحالية، معتبرا ما أنجزه خلال هذه الفترة مثيرا للانتباه إلى درجة أن الجميع، يقول رئيس الحكومة، ومن مختلف أصقاع العالم (الصين، اليابان، الدول العربية، دول أمريكا الجنوبية وإفريقيا) يتحدث عن النموذج المغربي الذي «نحن جزء منه»، مشيرا إلى أن «العدالة والتنمية برهن على أن هناك نموذجا آخر ممكنا في السياسة بالمغرب». ولم يفوت بنكيران الفرصة لتوجيه رسائل واضحة إلى «إخوانه»، إذ قال: «حزب العدالة والتنمية ليس جماعة دينية، بل حزبا سياسيا يستحضر المرجعية الإسلامية التي هي مرجعية الشعب المغربي في ممارساته.. تمثلنا لتلك المرجعية محدود لأننا لسنا بصحابة، وإنما نعمل وفق ما نؤمن به وما نحن مقتنعون به». وتابع متوجها بخطابه إلى أعضاء اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية قائلا: «لا تكونوا كبني إسرائيل الذين أمروا بأن يهدوا الناس فتسلطوا عليهم».