بشكل مفاجئ ووسط غموض كبير أعلنت شركة استرالية عن انسحابها من التدبير المفوض لقطاع النظافة بالرباط بعد أن فازت بطلب عروض دولي، ما جعل منتخبي العاصمة أمام ورطة جعلتهم يذعنون لتعليمات صادرة عن الولاية بالتمديد للشركة الحالية أربعة أشهر إضافية رغم انتهاء عقدها. مصادر مطلعة أكدت أن علامات استفهام عريضة تحوم من جديد حول طريقة تدبير طلب العروض أمام الانسحاب المفاجئ لفاعل قدم من بلاد بعيدة، من أجل الحصول على نصيب من كعكة أزبال العاصمة المقدرة ب16 مليار سنتيم، قبل أن يقرر وبدون سابق إشعار التخلي عن الصفقة في استنساخ لتجربة انسحاب فيوليا الفرنسية التي أغرقت العاصمة في أزمة نظافة غير مسبوقة. وكان هذا الانسحاب قد مهد الطريق لكشف سلسة من الفضائح حول طريقة تدبير القطاع، والمستفيدين من التواطؤ مع شركات التدبير المفوض التي كانت تتلاعب بكميات الأزبال من خلال إضافة مئات الأطنان من النفايات الوهمية، والحصول على تعويضات عنها، مع تمتيعها بحصانة من الذعائر التي كانت تسجل ضدها، والمقدرة بمليارو500 مليون سنتيم استخلصت منها 300 مليون فقط بالتقسيط المريح، فيما ظل باقي المبلغ مجهول المصير. وكشفت المصادر ذاتها أن منتخبي العاصمة أصبحوا متجاوزين في تدبير عدد من الملفات، ومنها ملف النظافة الذي يدبر على مستوى الولاية، وهو ما يفسر قبول أعضاء المجلس الجماعي بالفتوى الصادرة عن الوالي بتمديد عقد شركة «اوزون» التي لم يعد مرغوبا فيها من طرف المجلس في وقت سابق. وحسب المصادر ذاتها فإن الدورة التي سيعقدها المجلس الجماعي اليوم ستعرف مناقشة هذه النقطة، وهو ما قد يعيد الحديث عن الصفقة الأولى التي مكنت الشركة نفسها من الحصول على عقد استثنائي للتدبير المفوض، علما أن عبد السلام بلاجي نائب عمدة مدينة الرباط حذر في وقت سابق من وجود لوبيات تستفيد من ملايير النظافة، وقال إنها «غير مستعدة لأن تفقد ما تستفيد منه أو تتخلى عنه» مضيفا بأن هذا المعطى تم الوقوف عليه بعد الفضائح التي رصدت سنة2012 والتي انتهت باللجوء إلى «سيناريو تعاقد مؤقت خارج القانون وخارج المجلس، بعد طبخه في الولاية». المصادر ذاتها أشارت إلى أن الدورة قد تشهد جدلا ساخنا عقب الاتهامات التي وجهت لرضا بنخلدون القيادي في حزب العدالة والتنمية بالاستفادة من قطعة أرضية في استغلال لمنصبه وهي الاتهامات التي فندها هذا الأخير.