دعا المشاركون في ندوة علمية نظمها المجلس الأعلى للتعليم بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، إلى ضرورة تفعيل أكاديمية محمد السادس للغة العربية لتنهض بإعداد الخطط الإستراتيجية وبرامج العمل لتجديد اللغة العربية وتأهيلها وتطوير سبل تدريسها والتحكم في كفاياتها ووظائفها. المشاركون الذين ناقشوا موضوع تدريس اللغات وتعلمها في منظومات التربية والتكوين: «مقاربة تشخيصية واستشرافية»، دعوا كذلك إلى وضع مخطط للترجمة من جميع اللغات الحية المعاصرة، لإغناء اللغة العربية وثقافتها بالمستجدات العلمية والتكنولوجية وغيرها، وللارتقاء ببرامج التكوين والتأطير، وإلى إرساء إطار مؤسساتي يضطلع بوضع البرامج الكفيلة بالارتقاء بتدريس اللغات الأجنبية وضمان التحكم في كفاياتها واستعمالاتها، واستثمار التعاون الثقافي والعلمي في هذا المجال. إلى ذلك، قال عبد الرحمن الرامي، مدير المختبر الدولي للبحث في التربية والتكوين، إن الخيارات اللغوية لنظام التربية والتكوين ينبغي أن تسير في اتجاه دعم اللغة العربية وتقوية سيرورة إدراج الأمازيغية، مع التمكن من اللغات الأجنبية وتنويع لغات تدريس العلوم والتكنولوجيا، معتبرا أن هذه الخيارات وثيقة الصلة بتحقيق تكافؤ الفرص، ومصداقية المدرسة العمومية، وتطوير نظام التربية والتكوين، محذرا من الإبقاء على استمرار المنافسة بين اللغات، وخمود البحث البيداغوجي بسبب ندرة استثمار نتائجه في القرارات المتخذة. وأوضح الرامي، خلال عرض حمل عنوان «نظرة عن تدريس اللغات وتعلمها من خلال الإصلاحات التعليمية بالمغرب: التحولات الكبرى والإشكاليات الكبرى»، أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين قد جاء بمكتسبات منها، على وجه الخصوص، تنويع اللغات الأجنبية بإدراجها المبكر، ومراجعة برامج اللغات طبقا للمقاربة بالكفايات، وإنتاج كتب مدرسية يتم إعدادها طبقا للتوجه نحو التمركز حول المتعلم.