بعد أن أدى دور الطبيب بمجموعة من المصحات الخاصة بالدار البيضاء وهو يرتدي وزرته البيضاء ويتحرك بكل تلقائية بأقسامها دون أن ينتبه إليه أي أحد، حتى من مسؤولي هذه المصحات الخاصة، أودع شخص سجن عكاشة، نهاية الأسبوع الماضي، بتهمة النصب وانتحال صفة طبيب ينظمها القانون وإخفاء مسروق، حيث أحيل الطبيب المزيف، صباح الخميس الماضي، على أنظار وكيل الملك، كما تم كذلك تقديم شخص آخر بتهمة إخفاء مسروق بتواطؤ مع الطبيب المزيف، وهو من مواليد 1974، من ذوي السوابق في المجال نفسه. وقد نصب على عشرات الضحايا بالطريقة نفسها وفي مصحات خاصة مختلفة بالدار البيضاء. وقد توصلت الشرطة القضائية بالبرنوصي بأربع شكايات، بالإضافة إلى شكايات توصلت بها مصالح أمنية أخرى بالدار البيضاء، تتهم أحد الأشخاص الذي يستغل وسامته وأناقته في النصب على الضحايا الذين يختارهم من أحد المواقع التي تختص ببيع وشراء معروضات مستعملة، منها أدوات إلكترونية وهواتف محمولة وأفرشة وغيرها، إلا أنه يركز اهتمامه على الهواتف الذكية والحواسيب. حيث يتصل بالضحايا ويوهمهم بأنه طبيب من أجل نيل اهتمام وثقة الضحية ويضرب معه موعدا بإحدى المصحات الخاصة، التي ينتقل إليها بدوره مرتديا وزرته البيضاء. وعند وصول الضحية إلى المصحة يتصل من جديد بالطبيب المزور، الذي يطلب منه الصعود إلى أحد الطوابق حيث يخرج من إحدى المصالح وهو على هيئة طبيب. ومباشرة بعد اللقاء بالضحية وتسلم الجهاز الإلكتروني، يتوارى «الطبيب» عن الأنظار، بعد أن يطلب من ضحيته الانتظار قليلا بحجة انشغالاته المهنية، على أن يعود بعد مدة قليلة لتسليمه المبلغ المالي المتفق عليه. «الطبيب» المزيف يكون مدركا تمام الإدراك لخريطة المصحة الخاصة التي ضرب بها الموعد، فإما أن يخرج من الباب الخلفي للمصحة أو أنه يخرج بكل ثقة من الباب الرئيسي وهو يظهر انشغاله بمكالمة هاتفية مع أحد الزبناء ليتوارى بعدها عن الأنظار. وأكدت مصادر «المساء» أن عناصر الشرطة القضائية للبرنوصي اعتمدت في القبض على المتهم على الشق التقني، حيث أعادت الشريط المسجل بإحدى الكاميرات بالمصحة التي تعرض فيها أحد الضحايا للنصب، وبعد التعرف عليه تم تعميم صورته على المنطقة بتنسيق مع الحراس الخاصين للمصحات، حيث تم وضع إعلان خاص بموقع للمشتريات جعله يتصل مباشرة بصاحبه، ولعب ضابط شرطة دور الضحية، ليتم توقيفه متلبسا بمصحة الضمان الاجتماعي بسيدي البرنوصي وهو في حالة تلبس. وقد اعترف المتهم بالمنسوب إليه وبإخفاء المسروق وأنه يستعين بوسامته في إسقاط الضحايا بكل سهولة. كما تم وضع شخصين آخرين رهن تدابير الحراسة النظرية بتهمة إخفاء المسروق.