قرر أساتذة جامعيون يديرون سلك الإجازة المهنية «المربي المتخصص» بكلية الآداب بجامعة ظهر المهراز بفاس، تعليق هذه الإجازة، وذلك بعدما اتهموا وزارة التنمية الاجتماعية والتضامن بالإخلال بالتزامات وقعتها في اتفاقية إطار جمعتها بالجامعة. ومن المقرر، طبقا لمشروع حكومي، أن تخرج مختلف الجامعات المغربية حوالي 1100 مرب متخصص في أفق 2012. وقال أحد هؤلاء الجامعيين إنه لن يواصل مسلسل تخريج أفواج المعطلين، في وقت كانت هذه الوزارة قد كلفت جامعة ظهر المهراز باعتماد إجازة مهنية في هذا المجال، في أفق تخريج حوالي 400 مجاز يتم توظيفهم في قطاعات لها ارتباط بذوي الاحتياجات الخاصة. ووجد أول فوج تُخرّجه الكلية في هذه الإجازة نفسه مضطرا إلى التوجه جماعة إلى الرباط لشن اعتصامات أمام مقر هذه الوزارة للمطالبة بالتوظيف. وكانت الحكومة قد اعتمدت مبادرة تكوين 10 آلاف مهني في العمل الاجتماعي في أفق 2012. وانطلق العمل بالإجازات المهنية المتخصصة في العمل الاجتماعي في الموسم الجامعي 2007. ووجد أول فوج بفاس يتكون من حوالي 30 مجازا نفسه يعانق البطالة، عوض أن يتوجه إلى عدد من المؤسسات الاجتماعية التي تحتاج إلى مربين متخصصين، سواء في قطاع التربية والتكوين أو قطاع العمل الاجتماعي، بما فيه مجال السجون، أو قطاع الصحة. وإلى جانب اعتصامهم قبالة الباب الرئيسي للوزارة، فإن هؤلاء الخريجين عمدوا إلى توجيه سيل من الرسائل إلى عدد من المسؤولين الحكوميين، وضمنهم الوزير الأول، عباس الفاسي. وأرجع أحد مستشاريه في الشأن الاجتماعي، في لقاء مع هؤلاء الخريجين، مشكل عطالتهم إلى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن. وذكرت الحكومة بأن مشروع تخريج 10 آلاف مهني في العمل الاجتماعي يرمي إلى مواكبة التنمية البشرية بالمغرب. ويقول هؤلاء الخريجون إنه بإمكانهم المساهمة في محاربة الهدر المدرسي والقضاء على الإدمان وعلى العنف المدرسي والمساهمة في نشر التوعية الصحية وتقديم الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة. وتراهن وزارة التعليم العالي على مثل هذه التخصصات لربط كليات الآداب بمحيطها. وتشير نشرتها الإخبارية، في عددها ال32، إلى أن مهن العمل الاجتماعي تشكل ثروة هامة لفرص العمل. وتتوفر فرنسا حاليا على 800 ألف مهني في العمل الاجتماعي. ويقتصر التكوين في المغرب، في هذا المجال، على المساعدين الاجتماعيين. وتورد وزارة التعليم العالي بأنه أصبح من الضروري التعجيل بتأهيل موارد بشرية قادرة على مواكبة انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. أما الخريجون، فإنهم يؤكدون بأن ثقتهم في مثل هذه الجمل هي التي دفعتهم إلى اختيار هذا المسار، قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرين لشن حركة احتجاجية من أجل التوظيف.