قدم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة رواية مغايرة لما جاء في البلاغ الذي أصدرته جامعة كرة القدم، وتحدثت فيه عن اعتذار تقدم به الأخير للجامعة في الاجتماع الذي عقده مع رئيسها واثنين من نوابه وحضره أيضا وزير الشباب والرياضة بالنيابة امحند العنصر، بمقر رئاسة الحكومة. وقال بنكيران ل»المساء» إنه يكتفي بما جاء في البلاغ الذي أصدرته رئاسة الحكومة عقب الاجتماع الذي عقده مع مسؤولي الجامعة. ولما سألته «المساء» إن كان قد اعتذر تابع قائلا:» لم أعتذر وما جاء في بلاغ رئاسة الحكومة هو الحقيقة وانتهى الكلام». وكان البيان الذي أصدره عبد الإله بنكيران اقتصر على تجديد دعم الحكومة لجهود الجامعة في مواجهة قرارات الاتحاد الإفريقي التي أصدرها على خلفية إصرار المغرب على تأجيل موعد نهائيات «كان2015»، في وقت أصدرت فيه جامعة الكرة بلاغين متناقضين، إذ لم يتضمن الأول كلمة اعتذار رئيس الحكومة، بيد أن الجامعة عمدت إلى إضافة كلمة اعتذار في البلاغ الثاني الذي تحدث عن «التراجع عن التهديد بوقف منافسات البطولة، عقب اعتذار رئيس الحكومة عن تصريحاته المسيئة ضد بعض مسيري كرة القدم». وجدد بلاغ رئاسة الحكومة «دعم الحكومة لجهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الدفاع عن الحقوق المشروعة لرياضة كرة القدم الوطنية».. موضحا»أن بنكيران أكد خلال هذا الاستقبال أن «هذه الرياضة ستبقى مدرسة للمواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية ولنشر ثقافة السلم والتعارف بين الأمم والشعوب وبث أخلاق التسامح بين الشباب»، قبل أن يضيف البلاغ «أن هذا الاستقبال كان مناسبة أطلع فيها رئيس الجامعة رئيس الحكومة على تطورات القرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية للعبة باستبعاد المنتخب الوطني من نسختي كأس إفريقيا للأمم 2017 و 2019». ولم يتحدث بلاغ رئاسة الحكومة عن مزاعم الجامعة بخصوص واقعة الاعتذار وما ادعته من أن فوزي لقجع هدد بتوقيف منافسات البطولة احتجاجا على تصريحات رئيس الحكومة، في وقت تحدث فيه رئيس الجامعة عن «اعتذار رئيس الحكومة لمنظومة كرة القدم جمهورا ومسيرين»، في إشارة إلى التصريحات التي كان تحدث فيها عن تدخل «البلطجية» للحسم في مصير رئاسة فريق الوداد. وجاء في بلاغ الجامعة:»بعد لقاء رئيس الجامعة وبعض أعضاء المكتب المديري مع السيد رئيس الحكومة والتزامه بالحياد التام واعتذاره لمنظومة كرة القدم جمهورا ومسيرين، فإن الجامعة ارتأت العدول عن قرار التوقيف وتتبع كل التطورات لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحفظ كرامة المسيرين والجماهير الرياضية ولجوئها إلى اتخاذ القرارات المناسبة إن لاحظت تدخل أي طرف حكومي في الشأن الكروي». وكانت شرارة هذا الملف قد بدأت بعد أن وجه بنكيران قبل أسابيع في اجتماع للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية مدفعيته نحو حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك حين اعتبر أن «البلطجية» ساهموا في وصول رئيس جديد إلى قيادة فريق الوداد، لكن دون أن يذكر سعيد الناصري، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، بالاسم، إذ قال:» «أنا مللي تنسمع بأن الوداد مشاو ليها البلطجية باش يحلو مشكل إداري ديال شكون لي غادي يترأسها، تنبقى نقول هاد البلطجية كيفاش جاو للوداد، واش بالسيوفة؟ معرفتش أشنو..». وفي أعقاب ذلك طالب رئيس الوداد في رسالة وجهها إلى الجامعة ب»اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتنديد بالتصريحات غير المسؤولة الصادرة عن عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وذلك في إطار مهامه للدفاع عن استقلالية أجهزة كرة القدم والحيلولة دون استعمالها سياسيا أو حزبيا، وذلك لوقف تطور الوضع إلى ما لا تحمد عواقبه». وعقب ذلك دعت الجامعة إلى اجتماع للحديث عن ملف العصبة الاحترافية وإطلاع رؤساء الفرق والعصب على تطورات ملف النزاع مع «الكاف» واللجوء إلى «الطاس»، وفي هذا الاجتماع طرح لقجع على سبيل المزاح التهديد بتوقيف البطولة احتجاجا على تصريحات بنكيران، قبل أن يتفاجأ رؤساء الفرق في اليوم الموالي برئيس الجامعة لقجع وهو يتحدث عن أن رؤساء الفرق هددوا بتوقيف البطولة بسبب تصريحات بنكيران.