في خطوة يمكن أن تفتح صفحة جديدة من الصراع السياسي بين حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة، قرر الاتحاد الاشتراكي بمراكش تقديم طعن لدى المحكمة الإدارية بمراكش في شأن نتائج انتخابات تجديد ثلث المستشارين بمراكش، وتحديدا نتائج غرفة الصناعة التقليدية، التي حملت ممثل حزب «التراكتور»، حجوب الصخي إلى الغرفة الثانية. وقرر الحزب بعد مدارسة عدد من «الخروقات» التي شابت العملية الانتخابية، مؤكدا ذلك في محضر «يثبت التزوير وتواطؤ السلطات المحلية مع حزب الأصالة والمعاصرة»، رفع الملف من قبل إدريس أبو الفضل القيادي الاتحادي إلى أعضاء المكتب السياسي للحزب. وأوضح مصدر اتحادي، فضل عدم ذكر اسمه، في اتصال مع «المساء» أن إدريس أبو الفضل، عضو المكتب السياسي للاتحاد، أدلى لعبد الواحد الراضي، بمحضر مكتب التصويت، ما يؤكد فوز نجيب آيت عبد المالك، مرشح حزب «الوردة»، في غرفة الصناعة التقليدية. وأشار التقرير، الذي أعده أبو الفضل رفقة بعض القياديين المحليين، إلى ما أسماه ب «التواطؤ» الذي قامت به السلطات المحلية لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة. كما وقف التقرير عند الأحداث العنيفة، التي شهدتها غرفة الصناعة التقليدية بين المراقبين والسلطات الأمنية، بعدما أعلن عن فوز مرشح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نجيب آيت عبد المالك بمقعد داخل الغرفة الثانية بحصوله على 27 صوتا، مقابل 26 صوتا للمحجوب الصاخي، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة. واستند التقرير، الذي علمت «المساء» بعض مضامينه من قيادي في الاتحاد رفض الكشف عن اسمه، إلى تصريحات المراقبين الذين أكدوا أن ممثل حزب «التراكتور» داخل مكتب التصويت، عبد اللطيف الحسيني «بعد اتصال أجراه مع أحد الأشخاص قام بتمزيق الورقة التي منحت مرشح الاتحاد الاشتراكي الفوز»، ليدخل مراقبون مقربون من حزبي «الوردة» و«المصباح» في مشادات كلامية وتشابك بالأيدي مع ممثل الحزب الجديد، مما زدى إلى تدخل رجال الأمن. واعتبر حميد نرجس، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن السلطات المحلية لو كانت تريد فعلا القيام بالتزوير لصالح حزب «التراكتور» ما كانت لتعين أربعة ممثلين ينتمون إلى صف التحالف، مؤكدا أن سير العملية الانتخابية اتسم بالنزاهة، رغم الأحداث «غير المشرفة التي عرفتها الغرفة». وأشار نرجس إلى أن القضاء هو الفيصل الذي سيعطي لكل ذي حق حقه. ويذكر أن انتخاب ثلث المستشارين أسفر عن فوز عبد الرزاق الورزازي، ممثل الأصالة والمعاصرة، وأحماد أبرجي، مرشح التجمع الوطني للأحرار، ومحمد صالح اقميزة، عن الحزب المغربي الليبرالي، عن فئة الجماعات المحلية، أما فيما يخص نتائج غرفة الصناعة التقليدية وغرفة التجارة والخدمات، فقد حصد حزب الأصالة والمعاصرة المقعدين المتنافس عليهما، إذ فاز في هذا الصنف كل من المحجوب الصاخي، وإسماعيل امغاري، كما حصل الحزب نفسه على مقعد الغرفة الفلاحية، من خلال ممثله عبد السلام الباكوري.