«إن الحقل النقابي منذ سنوات وهو يعاني من التشرذم وعدم التنظيم. كما تحوم حوله الشكوك على عدة مستويات، مما استوجب تأطير الطبقة العاملة». بهذه العبارات افتتح حميد شباط، عمدة فاس والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، عرضه في تجمع خطابي نظم مساء السبت الماضي بقصر المؤتمرات ببلدية حمرية بمكناس. وأضاف أن إضراب يوم 14 دجنبر1990 بفاس، الذي نفذ بتنسيق مع الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، يعد محطة تاريخية في العمل النقابي، حيث أضحى هذا الحدث انطلاقة قوية للعمل النقابي، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه للإفراج عن الحريات والتعددية النقابية. وتحدث الكاتب العام للنقابة عن انطلاق مسلسل العمل النقابي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ المؤتمر الاستثنائي، بمنظور جديد متطور مبني على الجهوية الموسعة والحوار البناء، وقد تم الاعتماد على مكتب للدراسات، وخلق خلية خاصة بالأطر تعني بالدراسات والأبحاث، «حيث كان علينا لزاما ترتيب بيتنا وليس هناك مؤامرة ضد أحد. إن الغاية من ذلك إيجاد نقابة قوية وفعالة، وبناء على هذا العمل الجاد كونا فريقا نقابيا في خدمة الطبقة العاملة، بعد أن أصبحت لدى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب تمثيليات مشرفة في كل المناطق المغربية، وهو ما يفرض علينا أن نجتمع مع مناضلينا في كل الجهات، والبداية كانت من مدينة مكناس كأول محطة». وتحدث شباط عن حزب الاستقلال ونضال رجالاته وأهم محطاته النضالية، وما رافق ذلك من أحداث شهدها المغرب منذ الإعلان عن وثيقة المطالبة بالاستقلال، وانبثاق بعض الأحزاب عن حزب الاستقلال، وبعد مرور 52 سنة أصبح هذا الحزب يرأس الحكومة في شخص عباس الفاسي، مضيفا أنه «علينا كنقابيين أن نكون في مواجهة الحكومة ببرامج فعالة والاتفاق على ملف مطلبي موحد بعيدا عن مزايدات نقابية أو سياسية ونكون فريقا نقابيا في خدمة الطبقة العاملة»، موضحا أن «هذه الطبقة تعيش وضعية معيشية صعبة في ظل هزالة الأجور وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، ومن هذا المنطلق علينا أن ندافع عن كرامة الموظف، ولابد من النظر في نظام الأجور لتحقيق السلم الاجتماعي في إطار برنامج يمتد على مدى خمس سنوات مقبلة». وأضاف شباط أن هناك لقاءات جهوية بدأت لتأطير الشغيلة وخلق تواصل مع المناضلين، ولهذا تقرر في المجلس العام إحداث لجنة تمثل العمال والمأجورين خلال ست سنوات، لأن هناك حقوقا وواجبات وملفا مطلبيا قويا يجب العمل من أجل تحقيقه. ومن بين المواضيع التي تطرق لها شباط، الأزمة العالمية وكيفية مواجهتها. كما تطرق إلى موضوع ثنائية القطب التي تجمع بين مدينتي فاسومكناس، وهو مشروع طالما انتظره سكان المدينتين وجهتيهما، لتحقيق تكامل اقتصادي. وقال إن «هناك وكالات الشمال والجنوب والشرق وليس هناك وكالة الوسط، وهو ما سيفرض علينا أن نعمل على تحقيق هذا القطب الثنائي. نريد أن نبني مكناس، وإرادة ومصلحة فاس أن تكون مكناس قوية و في المستوى».