فاجأ فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة الإعلاميين بعقده للقاء صحفي أول أمس الإثنين، كان مقررا أن يتحدث فيه عن أمور متعلقة بلجوء المغرب إلى محكمة التحكيم الرياضية «الطاس»، وأيضا عن لقائه رفقة أعضاء من المكتب الجامعي مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بيد أن لقجع خلط الأوراق، وحول الندوة الصحفية إلى «خطبة» قال فيها أي شيء، بل إنه بدا في بعض اللحظات أن الذي يتحدث زعيم حربي يستعد لشن هجوم عسكري، وليس رئيسا لجامعة كرة القدم، وخلنا عندما بدأ لقجع يتحدث عن توقيف البطولة أننا في سوريا أو العراق أو ليبيا أو غيرها من بلدان عربية تعيش التمزق والويلات ولسنا في مغرب آمن نجاه الله من مثل هذه التصدعات، بل إننا خلنا أن «داعش» على أبواب الرباط، و أن المغرب يعيش الأهوال، وبالتالي أصبح توقيف البطولة أمرا ضروريا لمنع التجمعات البشرية، قبل أن يتبين أننا أمام «كاميرا خفية» لكنها مرئية، وأن السيد رئيس الجامعة يرسخ قولا وفعلا للخلط بين السياسة والرياضة، وأنه يمارس السياسة في أبعد تجلياتها، لكن بطريقة «الهواة». عندما تابعنا «خطبة» رئيس الجامعة، وجدناه يقول إن الجامعة الملكية المغربية وعلى إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة بنكيران تجاه بعض الفرق، وما خلفه ذلك من تأثيرات على علاقة الجامعة بالمنظمات الدولية كانت ستوقف النشاط الكروي، وأنه بعد لقاء رئيس الجامعة وبعض أعضاء المكتب المديري مع رئيس الحكومة والتزامه بالحياد تجاه المنظومة الكروية فإن الجامعة ارتأت العدول عن قرار التوقيف وأن تتابع كل التطورات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ كرامة المسيرين والجماهير الرياضية ولجوئها إلى اتخاذ القرارات المناسبة إن لاحظت وجود تدخل لأي طرف حكومي في الشأن الكروي، بل إن لقجع تحدث عن تصريحات وتصريحات مضادة لأحزاب سياسية، والحال أننا تابعنا فقط تصريحا لرئيس الحكومة بنكيران تحدث فيه عن أنه تم استخدام البلطجية والسيوف لإبعاد الرئيس السابق للوداد، ولم نتابع أي تصريحات مضادة من أحزاب سياسية أخرى. ثم إذا كان لقجع اليوم يتحدث عن أن فرق البطولة والعصب الجهوية قد اتخذت قرارا بتوقيف البطولة إلى ما بعد إجراء الانتخابات الجماعية، إلا أن واقع الأمر يكشف أن من اقترح توقيف البطولة هو رئيس الجامعة، بل إنه في الاجتماع الذي جمعه برؤساء الفرق طرح ذلك وهو يمزح، قبل أن تتحول «المزحة» إلى بلاغ ثم لقاء برئيس الحكومة، فلقاء صحفي فيه الكثير من «لعب الدراري»، و»اللعب بالنار»، في مغرب لا يحتاج إلى مثل هذه الخزعبلات وإلى مثل هذا «الحضيض» في التعامل مع شأنه الكروي، وحتى مع شأنه السياسي. إن رئيس الجامعة يجب أن يكون»رجل دولة» بكل ما تحمل الكلمة من معنى، له القدرة على اتخاذ القرار وعلى وضع الأمور في نصابها، لا أن يتحول إلى «دمية» يتم تحريكها بآلة التحكم عن بعد، تخلط السياسة بالرياضة وتهيج الجمهور و»تسخن الطرح»، وتحول الجامعة إلى حزب سياسي، لذلك، ارحمونا من هذا العبث والجدل ومن هذه «الجماجم» التي تتحدث في «الفراغ»، أما أسوأ أيام جامعة الكرة فإنها لم تعشها بعد.