عماد شقيري عاش سكان دوار مكراز بالمنصورية، مساء الأحد الماضي، ساعات عسيرة بعد أن تعرض لهجوم بالحجارة من طرف مجموعات محسوبة على جمهور فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، وقال شهود ل«المساء» إن مجموعة من الأشخاص الملثمين هاجمت الدوار، على إثر مشادات كلامية بين المهاجمين وبعض شبان الدوار حول نتيجة مباراة الفريق الأحمر ضد نظيره الفتح الرباطي والتي انتهت بهزيمة ثقيلة للوداد. شهود عيان أكدوا ل«المساء» أن العشرات من الشبان كانوا على متن سيارات خاصة، توقفوا بالطريق المحاذي للدوار المذكور، ودخلوا في مشادات كلامية مع بعض الشبان الذين تجمعوا على ناصية الطريق، لتتطور الأمور إلى اشتباكات بين الطرفين، قبل أن يعمد محسوبون على جمهور الوداد إلى الهجوم على المجموعة بالحجارة، وطاردوهم إلى حدود وسط الدوار، وأضافت المصادر ذاتها أن الجمهور المهاجم استعمل السيوف والكريموجين، وأضافت مصادر «المساء» أن المهاجمين الذين كانوا يحملون أعلاما تحمل شعارات نادي الوداد الرياضي، رشقوا عددا من المنازل بالحجارة وألحقوا أضرارا بالنوافذ والأبواب، وخربوا السيارات المركونة داخل الحي، وكسروا زجاجها. وكشفت المصادر ذاتها أن الهجوم أسفر عن إصابة عدد من سكان الحي بجروح بالغة استدعت نقل بعضهم إلى المستشفى. مصدر طبي بجماعة المنصورية، كشف ل«المساء» أن شبانا أصيبوا بجروح بالغة نتيجة الهجوم، وأضاف المصدر ذاته أن أحد الشبان قدم إلى المستشفى رفقة والدته وهو في حالة صعبة، بعد أن تعرض لإصابة خطيرة في الرأس، وأضاف المصدر نفسه أن الإصابات في غالبيتها ناتجة عن هجوم بالحجارة نفذه الجمهور المحسوب على فريق الوداد. في المقابل، قال مصدر مقرب من جمهور الوداد إن الجماهير، التي كانت عائدة من مباراة فريقها ضد الفتح الرباطي، تعرضت للاستفزاز من قبل الشبان، بعد أن رفع هؤلاء شعارات مناوئة للفريق الذي خسر بنتيجة ثقيلة فقد معها صدارته للبطولة الوطنية، وأضاف المصدر أن الشبان رشقوا السيارات التي كانت تقل الجمهور بالحجارة، ما جعل جماهير الوداد ترد بالمثل، فنشبت على إثرها مواجهات بين الطرفين، قبل أن يتدخل رجال الدرك الملكي لفض المواجهات. أعمال الشغب التي استمرت مدة غير قصيرة، تسببت في توقف حركة السير بالطريق الوطنية الساحلية، الرابطة بين الرباط والمحمدية، والتي تعبر وسط جماعة المنصورية عند المدار الذي تتقاطع فيه الطريق الوطنية المذكورة مع الطريق المؤدية إلى مدينة بنسليمان، ومدخل الطريق السيار المؤدي إلى الدارالبيضاء. وقال سكان الدوار إن الجماهير الغاضبة هاجمت عددا من المنازل، وقامت بسلب ممتلكات السكان، وقال شيخ سبعيني من سكان الدوار إنه فوجئ بعشرات الأشخاص الملثمين يهاجمون بيته، ويقصفون المارة بالحجارة دون تمييز بين النساء والأطفال والعجزة، وقاموا بسرقة محتويات السيارات وبعض المنازل، فيما صرح شاب من أبناء الدوار بأن المهاجمين اعتدوا بالضرب والرفس على أحد أقاربه الذي يعاني إعاقة، وقال السكان الذين عاشوا ليلة من الرعب إنهم طلبوا النجدة من رجال الدرك الملكي، غير أنهم لم يتدخلوا إلا بعد فوات الأوان، متعللين بعدم كفاية العناصر لمواجهة أعمال العنف. العنف الدامي الذي عاشه الدوار، دفع السكان إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين الذين اعتبروهم مقصرين في حمايتهم وحماية ممتلكاتهم، وأضاف السكان أن رجال الدرك لم يتدخلوا إلا بعد انسحاب المهاجمين، وأن السكان هم من تصدوا للهجوم في ظل غياب السلطات الأمنية، وحمل السكان مسؤولية الحادث لمسؤولي فريق الوداد الرياضي، ومسؤولي الجامعة الملكية لكرة القدم.