تمكن رجال الشرطة القضائية، مساء أول أمس الخميس، من اعتقال القاصر الذي اتهم بتوجيه طعنات سكين من نوع «بونقشة» على مستوى القلب لزميل له بنفس الحي. وكانت ولاية أمن قد استنفرت طاقما من عناصرها للبحث عن المتهم الذي لاذ بالفرار، بعد ارتكابه الجريمة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء الخميس. وتجند هذا الطاقم للبحث عن هذا القاصر وسط الأحراش والغابات المحيطة بالحي، قبل أن يعثر عليه في حالة سكر طافح، مختبئا وسط أشجار زيتون بالقرب من سد تلي مجاور لحي «عوينات الحجاج» الهامشي. وقال في اعترافاته الأولى إن «الماحيا» وفرها له «كراب» بالحي كانت السلطات الإدارية تراهن عليه، إلى جانب آخرين، من أجل تأسيس جمعية لإعادة إدماج سجناء المنطقة في المحيط العام. المحققون الذين حلوا بالحي، بعد توصلهم بإخبارية حول الجريمة، وجدوا جثة «محمد بوكريبات» قد غطيت بإزار أبيض بعدما تبين للساكنة المجاورة بأنه فارق الحياة. ونقلت الجثة إلى المستشفى الجامعي لإجراء التشريح الطبي، وبعدها حولت إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني قبل أن تنقل للدفن، عصر يوم أول أمس الخميس، في جنازة متواضعة، في مقبرة «ويسلان». ويلقب المتهم بارتكاب القتل ب«الماكرينا». ازداد سنة 1993 بجماعة بوعروس بعمالة تاونات. وقد سبق له أن كان نزيلا بإصلاحية عبد العزيز بن ادريس، الكائنة بحي مونفلوري 2 بفاس، وذلك بتهمة الضرب والجرح. وقد غادر أسوارَها يوم الاثنين الماضي، ويعرف في الحي بارتكابه مجموعة من الاعتداءات في حق عدد من أقرانه. وأكد كل من الشاهد «عبد الكريم.و» و«هشام. ن» أنهم كانوا بأحد أزقة الحي، بجانب الوادي، حوالي الساعة التاسعة ليلا، يتجاذبون أطراف الحديث في ما بينهم حول مجالات لها علاقة بالشغل. وتناولوا، وهم يناقشون قضايا الكبار، حبات من «البرقوق» اشتراها الضحية بدرهم منحه له صديقه. كما دخنوا بعض السجائر، واتجهوا إلى منازلهم، قبل أن يقتفي أثرهم المتهم ويعمد إلى إيقاف الضحية. وواصل زميلاه السير، ولم يحبس أنفساهما سوى سماع صرخات «محمد»، البالغ من العمر 17 سنة والذي يعمل مساعدا لكهربائي. وبسبب الطعنات على مستوى القلب، لم يتحرك إلا لبضعة أمتار من مكان الحادث، حيث سقط جثة هامدة.