كشف شكيب بنموسى، وزير الداخلية -خلال اللقاء الذي جمعه، الجمعة المنصرم، بمنتخبي جهة العيون- أن زيارته لهذه المدينة، رفقة وفد أمني هام، جاءت بأوامر ملكية بهدف الوقوف على طبيعة الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي لساكنة هذه المنطقة، مضيفا في كلمة له أن الدولة عازمة على مواصلة البرامج الإنمائية في الأقاليم الجنوبية. وقال بنموسى، في لقائه بمنتخبي جهة العيون، إن المغرب فتح خلال السنوات الأخيرة أوراشا مهمة وأعطى الانطلاقة لإصلاحات جذرية في جميع الميادين، سواء في مجال ترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون أو في مجال التنمية أو في المجال الاجتماعي والثقافي، مشيرا إلى أن بعض الأقاليم الجنوبية، على غرار باقي جهات المغرب، استفادت من ثمار هذه الأوراش والإصلاحات الكبرى. وعرج بنموسى على الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي شهدها المغرب ووصفها ب»النزيهة» قبل أن يتدخل حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس البلدي للعيون، بعد كلمة الوزير، ويعرب عن عدم رضاه عن تدبير الملف الانتخابي من طرف والي الجهة محمد جلموس. وهاجم ولد الرشيد الوالي جلموس وقال في كلمة له: «إن والي الجهة أغلق قنوات الاتصال مع المنتخبين»، فيما تدخل منتخب آخر ليهاجم رئيس جماعة بالمنطقة متهما إياه بالتلاعب في الانتخابات. وقبل لقائه مع المنتخبين، ترأس وزير الداخلية -عند وصوله، يوم الجمعة، إلى العيون- اجتماعا أمنيا مغلقا دام قرابة ساعتين، تدارس خلاله الوفد الأوضاع الأمنية بالمدينة، بناء على تقارير أنجزتها المصالح الأمنية بالعيون حول الوضع الأمني بالمنطقة، خاصة بعد حادث الزيارة الأخيرة، التي قام بها وفد علي سالم التامك إلى تندوف. وتكون وفد وزير الداخلية من المدير العام للأمن الوطني ومن كبار أطر وزارة الداخلية ومسؤولي الأمن. وفي مساء نفس اليوم، اجتمع وفد وزير الداخلية، الذي قال في كلمة له أمام الوفد: «أهيب بالسادة شيوخ القبائل مواصلة التجند والقيام بالمبادرات القانونية في مجال دعم الوحدة الترابية والدفاع عن قيام المواطنة الحقة عن طريق الإرشاد وإسداء النصح للشباب»، مضيفا: «لقد تقدمت بلادنا بمبادرة للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية بعد أن استمر النزاع المفتعل بالمنطقة عدة عقود حالت دون استكمال بناء المغرب بعد أن تبين فشل واستحالت كل الحلول لعدم واقعيتها وعدم قابليتها للتطبيق وأن مبادرة الحكم الذاتي لا تنبع من موقف ضعف، بل هي مبادرة واقعية ورغبة صادقة من بلادنا في بناء المستقبل مع كافة الأطراف المعنية ووضع حد لمأساة ومعانات إخواننا وتحقيق المصالحة»، مشيرا إلى أن المغرب سيعمل بحسن نية إلى «أن يدرك خصوم وحدتنا الترابية وخاصة الجزائر مغزى المبادرة المغربية». وفي صبيحة اليوم الموالي، واصل الوفد لقاءاته التواصلية، باجتماع مع ممثلي الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني بمدينة العيون، ليبدأ الاجتماع بكلمة ألقاها وزير الداخلية شكيب بنموسى قال فيها: «واعتبرنا أنه من الضروري عقد لقاء مع جمعيات المجتمع المدني، لأننا مقتنعون بأن هذه الجمعيات تلعب دورا أساسيا بالنسبة لتأطير المواطنين في عدة ميادين بجانب الفعاليات الأخرى، مضيفا أن دور الدولة هو الدور الأساسي والأولي بجانب دور المنتخبين، ولكن فعاليات المجتمع المدني بدورها لها دور مهم». وبعد فتح النقاش، أكد عدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني، في تدخلاتهم على ضرورة إحداث صناديق لدعم الجمعيات النشيطة، وخصوصا تلك التي تساهم في تنمية الأقاليم الصحراوية، والعمل المشترك من أجل تكريس التواصل مع النسيج الجمعوي وتمكين مختلف مكوناته من الوسائل الضرورية لإنجاح مبادراته وتدعيم دوره داخل المجتمع، كما طرحوا بعض هموم الساكنة كمشكل السكن والتشغيل. واختتم الوفد الوزاري زيارته لمدينة العيون، بزيارة منزل العامل السابق لمدينة بوجدور من 1975 إلى 1983، عبد الله الخطاط، الذي يعاني مشاكل صحية، حيث اطمأن الوفد على صحة الخطاط..