شيوخ القبائل يستنكرون المواقف الانفصالية التي يروج لها بعض المغرر بهمالصحراويون وفي مقدمتهم شيوخ القبائل يجددون تأييدهم لمبادرة الحكم الداتي (خاص) عقد وزير الداخلية شكيب بنموسى، مساء يوم الجمعة المنصرم، بمدينة العيون، لقاء مع المنتخبين بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، بحضور كاتب الدولة في الداخلية، سعد حصار. وأكد بنموسى في تصريح للصحافة أن الهدف من هذا الاجتماع، الذي ينعقد بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شارك فيه مسؤولون أمنيون، ومسؤولون عن المصالح التي تهتم بالشأن التنموي والاقتصادي والاجتماعي، يتمثل في تقييم الوضع بعد الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. وأضاف أنه جرى خلال الاجتماع، التأكيد على ضرورة التعامل في إطار القوانين المعمول بها بكل الصرامة الضرورية مع الأطراف التي تستغل مناخ الحرية، الذي تنعم به المملكة، لأغراض أخرى تمس بمقدسات البلاد وبوحدته الترابية وبأمنه واستقراره. وقال إن هذا اللقاء كان مناسبة للتأكيد على أن "جواب الدولة، وكذا جواب كل المنتخبين، هو التعامل بالصرامة الضرورية، وتطبيق القوانين المعمول بها سواء في طنجة أو في العيون أو في الكويرة". كما شكل هذا اللقاء، يضيف بنموسى، مناسبة للاستماع لكل المنتخبين لدراسة المشاكل المطروحة بالجهة سواء على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن مناطق الجهة ما زالت، رغم المجهودات الجبارة، التي قامت بها الدولة خلال السنين الأخيرة، في حاجة إلى مشاريع كفيلة بخلق فرص الشغل، وتلبية الحاجيات الأساسية للسكان. وقال في هذا الصدد "يمكننا في إطار من الشراكة، وبالشفافية الضرورية أن نشتغل يدا في يد لتلبية الحاجيات والطلبات الملحة لسكان المنطقة" داعيا منتخبي الجهة إلى الاضطلاع بأدوارهم كاملة للنهوض بالجهة، على مختلف الأصعدة. من جهتهم أكد عدد من المنتخبين في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على أهمية دور الدولة في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وضمان تدبير إداري جيد في إطار شراكة مع المجالس المنتخبة. واستعرضوا بعض انشغالات سكان الجهة المتعلقة أساسا بالتشغيل والسكن والصحة والتعليم، داعين إلى مضاعفة الجهود للرفع من وتيرة التنمية بالمنطقة. أكد وزير الداخلية، شكيب بنموسى، يوم الجمعة المنصرم بالعيون، أن "المغرب، المؤمن بحقوقه التاريخية، سيواصل عمله بكل قناعة وإيمان لإيجاد حل سياسي، متوافق بشأنه يحترم السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة". وأوضح بنموسى، في كلمة خلال لقاء عقده مع شيوخ القبائل الصحراوية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، أن المملكة المغربية التي "تعمل بحسن نية وبروح الواقعية، ستسهر على دفع مسلسل المفاوضات للوصول إلى حل سياسي عادل ونهائي لقضية وحدتنا الترابية، في إطار مبادرة الحكم الذاتي، التي اعتبرها المجتمع الدولي شجاعة وجريئة وواقعية". وأوضح بنموسى أن هذه المبادرة، التي تقدم بها المغرب بعد أن تبين فشل واستحالة كل الحلول لعدم واقعيتها وعدم قابليتها للتطبيق، "لا تنبع من موقف ضعف، بل هي مبادرة واقعية ورغبة صادقة من بلادنا في بناء المستقبل مع كافة الأطراف المعنية". وأكد وزير الداخلية، خلال هذا اللقاء، الذي خصص لدراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المحلية، ومواصلة إنجاز البرامج الإنمائية في الأقاليم الجنوبية، حرص المغرب على إرساء دعائم دولة الحق والقانون، واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ومواجهة محاولات الخصوم ضرب ونسف المكتسبات التي حققتها المملكة في هذا المجال. كما أكد أن المغرب يحرص على "ضمان جو الأمن والاستقرار في المنطقة، ويواجه الأعمال المخلة بالأمن والنظام العام، في إطار القانون وحماية الممتلكات دون المس بالحقوق الأساسية المضمونة للمواطن". غير أنه في الوقت نفسه- يقول بنموسى- "بلادنا لن تتساهل مع الأفراد والجماعات التي تقوم بأفعال ومبادرات تمس بقيم المجتمع المغربي، وتماسكه القوي، ووحدته الوطنية والترابية"، مؤكدا أنه "لم يعد مقبولا قيام أطراف معروفة باستغلال جو الحرية والمكتسبات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان، من أجل محاولة المس بالوحدة الترابية لبلادنا". وعلى صعيد آخر، ذكر بنموسى أن المغرب سيواصل عمله التنموي بالأقاليم الجنوبية من أجل الاستجابة للحاجيات الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة، خاصة في مجالات التشغيل والسكن والصحة. وأبلغ وزير الداخلية شيوخ القبائل، بهذه المناسبة، عطف ورضا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومن خلالهم سائر رعايا جلالته الأوفياء بالأقاليم الجنوبية للمملكة، منوها بالروح الوطنية الصادقة والمخلصة، التي يتحلون بها، وبارتباطهم الدائم بالبيعة، ودفاعهم عن الوحدة الترابية والثوابت الوطنية. وأهاب بنموسى بشيوخ القبائل مواصلة التجند والقيام بالمبادرات في مجال دعم الوحدة الترابية، والدفاع عن قيم المواطنة الحقة، عن طريق الإرشاد وإسداء النصح للشباب، مؤكدا استعداد وزارة الداخلية لتدارس والبت في مختلف اقتراحاتهم. وشكل هذا اللقاء مناسبة أكد خلالها عدد من شيوخ القبائل مواصلة تعبئتهم وتجندهم الدائم وراء جلالة الملك محمد السادس، وتجديد تأييدهم لمبادرة الحكم الذاتي، منددين بمواقف أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ومستنكرين الأعمال المخلة بالأمن، التي يقدم عليها بعض الأفراد. كما عبر شيوخ القبائل الصحراوية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عن استنكارهم وشجبهم "للمواقف الانفصالية التي يروج لها بعض أبناء الصحراء المغرر بهم من طرف الجارة الجزائر ومن يدور في فلكها". وأكدوا، في بيان جرت تلاوته خلال لقاء جمعهم، يوم الجمعة المنصرم بالعيون، مع وزير الداخلية، شكيب بنموسى، رفضهم القاطع لكل أشكال المساومة حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، مجددين العهد، بإيمان راسخ، على السير وفق النهج القويم، الذي اختط معالمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما جددوا تجندهم من أجل الدفاع عن القضية الوطنية العادلة، والمساهمة في مسيرة النماء، والانكباب بجدية على تهيئة الأرضية المناسبة لإقرار حكم ذاتي بالمنطقة تحت السيادة المغربية. وعبروا عن ارتياحهم العميق للجهود المبذولة في مختلف المجالات التنموية بالمنطقة، داعين إلى الوقوف عن كثب على حاجيات السكان، وإيجاد حلول لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية. وجددوا، بهذه المناسبة، تمسكهم بروح البيعة، وتشبثهم الراسخ واللامشروط بالعرش العلوي المجيد.