تعيش منطقة فحص أنجرة، بين طنجة وتطوان، على إيقاع حالة طوارئ أمنية بعد حادث نزول طائرة هيلوكبتر في إحدى قرى المنطقة قبل بضعة أيام. ويقوم أفراد الدرك بعمليات دوريات مستمرة ليل نهار، كما قدم إلى المنطقة عدد من المسؤولين الأمنيين، حيث يباشرون بدورهم عملية التحقيق والبحث لكشف النقاب عن أسباب نزول طائرة الهيلوكبتر في المنطقة. وكان أفراد الدرك فتشوا عشرات المنازل قرب المنطقة التي نزلت فيها الطائرة، وعلى الخصوص في قرية «اجْوانب»، بحثا عن ممنوعات يحتمل أن يكون أصحاب الطائرة أخفوها هناك، حيث تم استجواب عدد من السكان لمعرفة ما إن كانت لأحد منهم علاقة بالطائرة «الغامضة». وعلى الرغم من أنه لم يتم العثور إلى حد الآن على أية ممنوعات، فإن مصادر مطلعة في المنطقة ذكرت أن عمليات البحث ماتزال مستمرة في محاولة للكشف عن رأس خيط شبكة محتملة لتهريب المخدرات الصلبة بين المغرب وإسبانيا، خصوصا وأن طائرة الهيلوكبتر التي نزلت في المنطقة يحتمل أن تكون جاءت من إسبانيا. وكانت طائرة هيلوكبتر نزلت في منطقة فحص أنجرة ليلا، وقال سكان إنهم لم يتعرفوا عليها ولا على طاقمها لأنها كانت تحلق بدون أضواء، ورحلت سريعا عن المنطقة بعد أن تم كشف أمرها. ولا تعرف منطقة أنجرة نزول طائرات كثيرة بالنظر إلى طبيعتها الجغرافية الوعرة، حيث تكثر الجبال والمنحدرات والأودية. وكانت أول حالة نزول للطائرات في المنطقة تمت قبل أزيد من 15 سنة حين حطت طائرة صغيرة هناك وتعرضت لعطب بعد أن حاولت استعمال طريق عمومي للتحليق، ولم يعرف بعد ذلك مصير القضية. يذكر أن منطقة أنجرة لا تعرف وجود زراعة القنب الهندي، ولا يقوم سكانها بأية محاولة لزرع نبتة الكيف، غير أن قربها الجغرافي من مضيق جبل طارق يجعلها محط انطلاق لعدد من عمليات التهريب من طرف مهربين، في الغالب، غرباء عن المنطقة.