أنهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مشروع إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، الذي أصبح جاهزا للتنفيذ، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن دخوله حيز التطبيق سيكون بعد مباراة الكاميرون في منتصف شهر نونبر القادم. وتضم الهيكلة الجديدة، مديريتين فرعيتين، يعهد للأولى بملف التكوين والثانية بالتتبع، على أن تمارس المديريتان اختصاصاتهما تحت إشراف المدير التقني الحالي بيير مورلان، قبل إحداث تغييرات على الإدارة التقنية ككل، بعد انتهاء العقد المبرم بين الإطار الفرنسي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شهر يوليوز القادم. وقال مصدر من الإدارة العامة للجامعة، ل»المساء»، إنه من غير المستبعد إحداث تغييرات على مكونات الإدارة التقنية الحالية بعد مباراة الكاميرون، مشيرا إلى أن المشروع الجديد سيشغل 72 أجيرا من تقنيين وإداريين وأعوان. وستنكب مديرية التكوين على المشاريع المعدة للنهوض بهذا الجانب، من خلال بناء أربعة مراكز جهوية للتكوين، في مدن الجديدة وفاس وطنجة وأكادير، إضافة إلى مركز وطني في الرباط، على أن تصب مراكز التكوين التابعة للأندية في المؤسسات الجهوية، وتصب هذه الأخيرة في المركز الوطني، مع ما يتطلبه المشروع من موارد بشرية ومالية. وستمكن هذه المراكز اللاعبين الناشئين التي تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة من المزاوجة بين الرياضة والدراسة وفق تكوين علمي خلال أيام الأسبوع وتمكين اللاعبين من الالتحاق بأنديتهم بعد زوال يوم الجمعة. ولا يلغي المشروع الخطوات التي قطعتها الجامعة السابقة في مجال التكوين من خلال ما بات يعرف بمشروع التأهيل، فيما تحدث المصدر الجامعي عن إنجاز 25 ملعبا بعشب اصطناعي لتداريب ومباريات الفرق الصغرى، قبيل متم سنة 2010. وستنكب مديرية المتابعة التقنية على ملف المنتخبات الوطنية لما فوق 20 سنة، أي منتخب الكبار والأولمبي والمحلي، وستحدث خلية مهمتها تتبع اللاعبين المغاربة في الخارج، من مختلف الأعمار في أفق الانفتاح المتواصل على الكفاءات المهاجرة ورصد تحركاتها، وتسعى الخلية إلى تعزيز الانتماء للوطن ورد الاعتبار للقميص الوطني المغربي، والاهتمام بالحضور الإفريقي بعد تراجع المغرب داخل ترتيب التصنيف القاري إلى ما وراء الصف 12، انسجاما مع شعار الجامعة الجديدة، «إفريقيا أولا». ومن المقرر أن يشرف على مديريتي التكوين والتتبع، الإطاران المغربيان عبد الرحمن السليماني، الذي سبق له أن شغل منصب مدير تقني وطني لسنوات قبل أن يستقيل من المنصب، وحسن مومن الذي سينهي مهمته كناخب وطني بعد مباراة الكاميرون، ومن المتوقع أن يسود التفاهم بين الإطارين المغربيين نظرا للعلاقات الجيدة التي تربطهما. ومن المقرر أن يعرض علي الفاسي الفهري مشروع إعادة هيكلة الإدارة التقنية قريبا، على أنظار المكتب الجامعي ورؤساء الأندية والعصب الجهوية، قصد إبداء الرأي وتقديم ملاحظات من شأنها أن تصلح بعض الثغرات. وقالت مصادر من المكتب الجامعي إن مصادر تمويل المشروع حاضرة، من خلال الدعم الملكي المقدم لجامعة كرة القدم، الذي ضخ في خزينتها دعما ماليا سنويا قدره 75 مليون درهم، بمساهمة كل من صندوق الإيداع والتدبير وبنك المغرب والمكتب الشريف للفوسفاط، أي بغلاف مالي سنوي يصل إلى 225 مليون درهم، إضافة إلى الهبة الاستثنائية المخصصة للجامعة من صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية البالغة 25 مليون درهم، مما يرفع حجم المساعدة المالية إلى 25 مليار سنتيم. وكان بلاغ سابق للجامعة قد أوضح أن الغلاف المالي سيرصد لتأهيل كرة القدم الوطنية والمنتخبات، من خلال إصلاح جذري يتماشى ومضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات في شهر أكتوبر الماضي، مع إخضاع السيولة المالية المتوفرة ل«تدبير محكم وشفاف».