سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير يصف دول الاتحاد الأوربي بالنفاق في تعاطيها مع المهاجرين التقرير ينتقد الضغوط الأوربية على المغرب لمنع مهاجرين سريين من عبور ترابه نحو إسبانيا والبرتغال
وصف تقرير دول الاتحاد الأوربي في تعاملها المهين والحاط بالكرامة مع المهاجرين السريين ب«النفاق»، ووجه بشكل خاص انتقادا حادا لكل من إسبانيا واليونان وإيطاليا. كما انتقد أيضا الضغوط التي تمارس على المغرب من قبل الاتحاد الأوربي من أجل منع المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء من دخول التراب الإسباني أو البرتغالي عبر التراب المغربي. وأوضح تقرير منظمة «ميغرأوروب» (Migrieurop)، المهتمة بالدفاع عن حقوق المهاجرين، أن المهاجرين السريين الراغبين في الوصول إلى أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط يتعرضون لمعاملة مهينة وحاطة بالكرامة الإنسانية عندما يتم اعتراضهم على الحدود. ووجه التقرير، الذي نشر الثلاثاء الماضي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، أصبع الاتهام، بشكل خاص، إلى كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان. وأشار التقرير إلى أن حكومات الدول الأوربية تشن «حربا» ضد المهاجرين السريين من خلال معطيات استقتها المنظمة غير الحكومية من أربع مناطق حدودية «ساخنة». وقال تقرير المنظمة غير الحكومية، التي تضم في عضويتها جمعيات أوربية وأفريقية، إنه «في الوقت الذي كان ينبغي فيه استخلاص العبر من المآسي الكثيرة التي تحدث يوميا للمهاجرين نحو أوربا، فإن الدول الأوربية تستفيد من تلك المآسي من أجل تعزيز الرقابة على الحدود وبالتالي جعلها أكثر خطورة على المهاجرين». ومنذ عام 1988، لقي أكثر من 14 ألف شخص حتفهم وهم في طريق الهجرة إلى أوربا، غير أن كلير غوديي، إحدى مسؤولات المنظمة غير الحكومية، أكدت في ندوة صحفية عقدت لتقديم هذا التقرير السنوي، أن هذا العدد المعلن لا يتعلق إلا بالضحايا التي أحصتها وسائل الإعلام. وقالت كلير غوديي إن «الأبواب البحرية والبرية لأوربا تحولت إلى مقابر من قبل سياسيين يحبون أن يظهروا بأنهم متزنين ولديهم اهتمام بالتعاون المتبادل». وأشارت المسؤولة ذاتها إلى أن «اليونان وإيطاليا تقومان بدور قذر باعتبارهما حارسين للحدود، ولذلك لا تبدو المفوضية الأوربية على عجلة من أمرها» من أجل ثنيهما عن ذلك، واصفة سياسة الاتحاد الأوربي، التي تعتبر بأنها نموذج احترام حقوق الإنسان، بأنها «مجرد نفاق». ولم يبد التقرير تفاؤلا كبيرا حيال نجاح الاشتراكيين اليونانيين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، من أجل تحسين طريقة التعامل مع المهاجرين السريين. وقالت سارة بريستياني وهي مسؤولة أخرى بنفس المنظمة: «كانت لدينا آمال كبيرة عندما وصل الاشتراكيون إلى الحكم في إسبانيا سنة 2004، غير أن وضعية المهاجرين المعتقلين بهذا البلد تعد الأكثر مأساوية داخل أوربا بأكملها».