ستشارك قناة الجزيرة الوثائقية في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي يمتد من 10 إلى 17 أكتوبر الجاري، بفيلم طويل لمخرجه وكاتب نصه محمد بلحاج تحت عنوان «هل تستمر الرسالة؟» أو « «rom Aleppo To Hollywood» حسب النسخة الإنجليزية. وهو الفيلم العربي الوحيد الذي تم اختياره للمنافسة على جوائز مهرجان الإسماعيلية. الفيلم يروي حياة المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد ورحلته من مسقط رأسه في مدينة حلب السورية، مطلع خمسينيات القرن الماضي إلى عاصمة السينما العالمية مدينة هوليوود الأمريكية. الشريط الوثائقي الذي رأى النور سنة 2008 ومدته تسعون دقيقة تناول حياة العقاد بطريقة الاسترجاع، عبر استعادة الأحداث ابتداء من نقطة النهاية، حيث بدأ بمراسيم تشييعه بعد مقتله في تفجيرات عمان عام 2005 ليعود إلى طفولة العقاد في حلب ويستعرض رحلته الكفاحية والشاقة عندما وصل إلى الولاياتالمتحدة، حاملا مائتي دولار ونسخة من القرآن الكريم تسلمها من أبيه، مركزا على احتفاظ العقاد بثقافته وهويته وانخراطه في الحياة العملية في أمريكا، دون أن يفقد الرابط مع محيطه ووطنه. كما يكشف الشريط عن حجم المصاعب التي واجهها العقاد عند تصويره لفيلم «الرسالة»، والضغوط ذات الطابع الدولي التي قيل إنها مورست من قبل السعودية على ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، الذي تبنى فكرة الفيلم، كي يسحب دعمه للعقاد وهو ما انتهى بإيقاف تصوير الفيلم في المغرب وانتقاله إلى ليبيا التي رحب زعيمها معمر القذافي بالعقاد، وما واكب ذلك من خسائر مالية وضغوط نفسية على العقاد وفريقه ومساعديه. وكشف فيلم «هل تستمر الرسالة؟» كذلك النقاب عن جوانب غير معروفة عن هذا الفنان العالمي وعن آرائه في العالمية والمحلية، وعن طريقة إدارته للممثلين الذين عملوا معه، وبينهم فنانون كبار مثل أنطوني كوين وعبد الله غيث وإيرين باباس، وعن تأثرهم بالشخصيات التي جسدوها في أفلام العقاد. وتطرق الفيلم كذلك للظروف التي رافقت إنتاج فيلم «عمر المختار» والمشاكل التي عرفها مصطفى العقاد لتمويل وإنجاز فيلم عن صلاح الدين الأيوبي الذي حال رحيله دون تنفيذه. تميز الفيلم بمعالجة بصرية غنية وبمعلومات مهمة، عن طريق شهادات مسجلة للعقاد تم تسجيلها ثلاثة شهور قبل وفاته، وهذا ما منح روحا للفيلم، إضافة إلى شهادات أشقائه وشقيقته وزوجته وابنيه والممثلين العرب الذين عملوا تحت إدارته، وآخرين عرفوه عن قرب كالفنانين منى واصف ودريد لحام.