تطوان : التهامي بورخيص تستمر فعاليات المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الخامسة عشرة والذي افتتح يوم السبت 28مارس 2009 بقاعة سينما اسبانيول بتطوان ، ويشارك في هذه التظاهرة أكثر من 33 فيلما من بلدان البحر الأبيض المتوسط كرومانيا وتركيا وتونس وفلسطين وسوريا واسبانيا وفرنسا وايران والبوسنة والهرسك واليونان وايطاليا ومصر إضافة إلى البلد المنظم المغرب الذي يدخل المنافسة بالفيلم الطويل (زمن الرفاق) لمخرجه الشريف طريبق وبالفيلمين القصيرين هما على التوالي ؛( ايزوران) لمخرجه العلوي المحارزي عز العرب و (الجنرال) لمخرجيه مراد الخودي وسعد التسولي، أما الأفلام الوثائقية فيشارك فيلم (حرفة بوك)لمخرجه حكيم بلعباس. وقد عرفت هذه التظاهرة تكريم كل من الممثل المغربي حسن الصقلي والمخرج يوسف شاهين حيث تعرض أغلب أفلامه في هذه التظاهرة ، كما نظمت ندوتان تعرف بهاتين الشخصيتين اللتين خلفتا فعلا فراغا في الساحة الفنية المغربية والمصرية. كما تم عرض فيلم ( الثلج ) لمخرجته البوسنية عايدة بيجيتش وهو أول أفلامها الطويلة وشارك في مهرجان (كان )، ويحكي عن الأحداث الأليمة لحرب البوسنة والهرسك ومعاناة أحد قراها الصغيرة التي معظم سكانها من النساء بعد أن فقدوا أزواجهن في الحرب وينتظرن عودتهم أو أمل لقائهم ، إلا أن الفيلم ركز كثيرا على الجانب النفسي والإنساني والروابط التي تجمع نسوة هذه القرية ومحاولة الكشف عن التناقضات بينهن, وأيضا عرض الفيلم المصري (خلطة فوزية ) لمخرجه مجدي أحمد علي ، وهو فيلم يندرج في الأفلام الكوميدية و يحاول أن يبرز فيه الطبقة الشعبية المصرية والتي تعيش على الهامش، مركزا على الواقع الصعب الذي تعيشه هذه الفئة والظروف اللاإنسانية ،مع تسليط الضوء على بعض من أفراحهم وأحزانهم وحبهم وطهارة قلوبهم ، إنهم بسطاء وفقراء ولكنهم أكثر إنسانية فيما بينهم . وتم عرض فيلم (عيد ميلاد ليلى ) لمخرجه رشيد مشهراوي ويتحدث عن مواطن فلسطيني عادي كان قاضيا وأصبح يعمل سائق طاكسي ، مما جعله يسقط في مطبات قادته إلى الإنهيار ، إنه رجل ببساطته وعفويته حاولنا من خلال علاقاته التي نسجها داخل الوسط الفلسطيني أن نتعرف على الوضع المتأزم هناك وتخبط الشعب الفلسطيني المحاصر من طرف الكيان الصهيوني وأيضا فضح بعض السلوكيات غير السوية التي تفشت داخل المجتمع الفلسطيني ، وهو فيلم وضع في قالب كوميدي ساخر وذي رؤية نقدية نافذة. كما تعرض أفلام البلد الجار الإسباني والتي عرفت تطورا مهما، وشاركت في أغلب المهرجانات العالمية وحصدت جوائز مهمة في كان والأوسكار، وهي فرصة لكي يتعرف أبناء الحمامة البيضاء على أجود الأفلام الإسبانية كفيلم (كل شيء عن أمي) لمخرجه بيدرو ألمودوفار وفيلم (مربي الغراب ) لمخرجه كارلوس ساورا بالاضافة الى أفلام أخرى لقيت نجاحا عند عرضها.