قدرت المصالح الطبية بمدينة مراكش بلوغ حالات الإصابة بالأنفلونزا بجهة مراكش تانسيفت الحوز إلى 900 ألف مصاب خلال السنة المقبلة، وأضافت المصادر ذاتها في اتصال مع «المساء» أن المصالح المختصة وقفت عند التوقعات التي يمكن أن يصلها فيروس الأنفلونزا عموما وأنفلونزا الخنازير على وجه التحديد، استنادا إلى الأرقام التي أدلت بها منظمة الصحة العالمية على المستوى العالمي، حيث أكدت المنظمة إصابة ثلث سكان كل دولة من دول العالم بالأنفلونزا، مما يعني تسجيل حوالي 9 ملايين و700 ألف إصابة بالمغرب خلال السنة المقبلة، وذهبت المصادر الطبية إلى توقع إصابة ما بين عشر إلى خمس وعشرين حالة بفيروس «إتش1 إن 1»، «جلهم من السياح والمغاربة المقيمين بالخارج»، خصوصا إسبانياوكندا وبعض دول أمريكا اللاتينية. وشددت المصادر نفسها على أن هذه النسبة «الكبيرة» للإصابة بالأنفلونزا «لا تعني بالضرورة الإصابة بأنفلونزا الخنازير». وكان اجتماع داخلي لبعض أطر المندوبية الجهوية لوزارة الصحة عقد يوم الاثنين الماضي، تناول التدابير المتخذة من قبل المصالح الطبية لمواجهة انتشار هذا الفيروس في عدد من المدن التي تدخل في نطاق المدار الجهوي، وتحديدا مدينة مراكش التي تشهد إقبالا كبيرا لوفود السياح الأجانب. وتطرق اللقاء الثاني من نوعه إلى الإستراتيجية الوطنية للوقاية من أنفلونزا الخنازير، التي تقوم على عدة مستويات، أبرزها المتوقفة عند عزل الحالات المصابة، التي هي غالبا حالات لمهاجرين مغاربة بالخارج أو لسياح أجانب، إذ لم تسجل أي حالة داخلية إلى حد الساعة. وفي حالة إعلان المغرب للحالة الوبائية، في حال حدوث أي تطور سلبي، «فإن الاهتمام سينصب على فئات معينة، حيث ستستفيد من لقاح أنفلونزا الخنازير، الموارد البشرية الحيوية في البلاد وذات الاتصال المباشر بالمرض أو المشاركة في شبكة المتدخلين لمحاربته ثم أصحاب الأمراض المزمنة والحجاج» الذين يبلغ عددهم هذه السنة حوالي 30 ألف حاج سيتم تلقيحهم قبل إرسالهم في بعثات إلى الديار المقدسة. المصادر الطبية أوضحت ل«المساء» أن المغرب على مستوى استراتيجية محاربة الوباء في نفس درجة دولة فرنسا. وسيتلقى ما بين 6 إلى 7 ملايين حقنة لقاح خلال هذا الأسبوع من شهر أكتوبر الجاري متساويا في ذلك مع فرنسا. واستنادا إلى مصادر طبية رسمية فإن مجموع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير التي سجلت بمدينة مراكش هي ست حالات، بينها إصابة شاب أمريكي يبلغ من العمر 18 سنة كان قادما من إسبانيا، ويدرس في جامعتين، واحدة في أمريكا وأخرى في إسبانيا، وطفل إنجليزي، يبلغ 13 سنة، وصل إلى مطار المنارة الدولي بمراكش، قادما من المملكة المتحدة لقضاء عطلته الصيفية ضمن فريق مكون من 12 طفلا و3 أطر تربوية من جنسية إنجليزية. أما الحالات الأخرى فهي لمغاربة كانوا قادمين من كنداوإسبانيا وبريطانيا، وسخرت مصالح وزارة الصحة، حسب إفادات مصدر طبي، 12 عنصرا ينتمون إلى مصالح وزارة الصحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، يشكلون فريقا أساسيا في المراقبة ينتمون إلى مصلحة المستعجلات والإنعاش وطب الأطفال وأمراض الرئة... وقد جرى ضبط الحالات الستة المسجلة بالمدينة الحمراء عند نقطة المراقبة الطبية للحدود في مطار المنارة بمراكش، إثر رصد الأجهزة الممركزة عن بعد ارتفاعا في مقياس درجة حرارة المصابين، ليتم إخضاعهم لفحص طبي سريري، أظهر بعد ذلك حملهم للمواصفات المطابقة للإصابة بفيروس «إتش1 إن1»، وتجري إحالة عيناتهم البيولوجية على المختبر الوطني للصحة لتلقي العلاجات الضرورية.