أعلنت السلطات المحلية بالقنيطرة، أول أمس الأربعاء، حربا على المقاهي لتحرير الملك العمومي من الاحتلال الذي بدأ يسيطر على جزء كبير منه، وداهمت بعضا منها، والتي حولت فضاءاتها إلى أوكار للرذيلة والفساد، وللتعاطي لشتى أنواع المخدرات. وقالت مصادر المساء، إن القوات العمومية، المشكلة من رجال الأمن وأفراد من القوات المساعدة وكذا أعوان السلطة، داهمت مقهى في ملكية رئيس جماعة قروية توجد بأحواز مدينة القنيطرة، وحجزت العديد من قنينات الشيشة، كشفت المصادر نفسها بأنها تجاوزت العشرين، وهو العدد نفسه الذي تمكنت مصالح الأمن من حجزه خلال شهر رمضان بنفس المقهى، قبل أن ينجح صاحبها في استرجاعها بفضل نفوذه، مما أغضب كثيرا العديد من المسؤولين الأمنيين بالمدينة. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن يوسف السعيدي، باشا القنيطرة، استشاط غضبا، حين لاحظ اختفاء قنينة الشيشة الوحيدة التي تم اكتشافها صدفة خلال المداهمة الأولى للمقهى ذاتها، سيما وأنها ضُمنت في لائحة المحجوزات في محضر رسمي، ليقرر بعدها معاودة تفتيش مقهى رئيس الجماعة، حيث تمكنت السلطات من مصادرة أزيد من عشرين قنينة شيشة، وحملتها على متن شاحنة تابعة للجماعة في انتظار اتخاذ المتعين بشأنها. وكشفت المصادر، أن المسؤولين المحليين أبدوا نوعا من الحزم والصرامة مع هذا الحادث، ورفضوا الرضوخ لضغوطات أحد المستشارين البرلمانيين الذي حضر إلى عين المكان، وشرع في استعمال هاتفه النقال لمؤازرة رئيس الجماعة القروية، الذي كان أول شيء فعله خلال توليه منصب الرئاسة هو اقتناء سيارة ذات دفع رباعي لنفسه، بدل الالتفات إلى منطقته الغارقة في المشاكل.