منعت مصالح الأمن ببئر كندوز، على مستوى الحدود المغربية الموريتانية، وفدا ثانيا ممن يطلق عليهم اسم بوليساريو الداخل من التوجه إلى تندوف شرق الجزائر. ووفقا لمصادر من المنطقة، فإن الأمر يتعلق بأربعة أشخاص ينشطون في جمعيات حقوقية بالصحراء المغربية تم توقيفهم عصر أول أمس الثلاثاء بالمنطقة الحدودية بين المغرب وموريتانيا، وتم سحب جوازات سفرهم المغربية والتحقيق معهم لمدة أربع ساعات قبل أن يتم إخلاء سبيلهم وإبعادهم عن المنطقة الحدودية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن محاولة عناصر هذا الوفد الدخول إلى تندوف عن طريق موريتانيا يتزامن مع انتهاء الزيارة التي قامت بها عناصر أخرى من بوليساريو الداخل لتندوف والتي استغرقت أكثر من أسبوع. ويرتقب أن تدخل هذه العناصر، التي يوجد على رأسها علي سالم التامك، إلى المغرب يومه الخميس. وكشف رئيس جمعية الصحراء المغربية، رضا الطوجني، عن لقاءات جمعت ما بين مسؤولين في المخابرات الجزائرية وعناصر المجموعة الصحراوية التي زارت تندوف مؤخرا. وأشار الطوجني، في تصريح ل«المساء»، إلى أنه سلم إلى المصالح المغربية صورا التقطت لعلي سالم التامك وهو بجانب مسؤولين كبار للمخابرات الجزائرية بمخيمات الحمادة بتندوف، بالإضافة إلى أشرطة مسجلة لشهادات طلبة صحراويين تم الاتصال بهم من داخل مخيمات تندوف من أجل الاستعداد للقيام بأعمال شغب وعنف داخل المناطق الصحراوية المغربية، بحسب تعبيره. وفي الوقت الذي عبرت فيه غالبية الهيئات السياسية المغربية عن إدانتها للزيارة التي قامت بها هذه العناصر لتندوف، واعتبرتها نوعا من الخيانة والعمالة للأجنبي، كشفت مصادر مطلعة أن عددا من العسكريين والمقاتلين في جبهة البوليساريو دخلوا في الآونة الأخيرة إلى المغرب عن طريق حصولهم على جوازات سفر موريتانية وجزائرية. واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن مسؤولين عسكريين بالجبهة يعمدون إلى الإدلاء بوثائق مزورة تثبت أنهم غير عسكريين مما يسهل دخولهم إلى المغرب. وتوضح المصادر ذاتها أن هذه العملية انطلقت منذ ما يزيد على سنة بعدما اعتمدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي تشرف على عملية تبادل الزيارات بين محتجزي المخيمات وأقاربهم بالمناطق الصحراوية المغربية معيارا يخول لكل صحراوي مقيم بتندوف وحاصل على جواز سفر موريتاني أو جزائري الحق في الدخول إلى المغرب بدون اللجوء إلى مسطرة الحصول على التأشيرة. وقد مكنت هذه الوسيلة عددا من مسؤولي الجبهة من الدخول إلى المغرب والتواصل مع عناصر موالية للجبهة داخل المناطق المغربية، وتشير المصادر ذاتها إلى أن المصالح المغربية على علم تام بهذه التحركات. و تعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها عناصر صحراوية على تنظيم زيارة إلى مخيمات تندوف منذ إقرار الأممالمتحدة لمبدأ تبادل الزيارات حيث كان يقتصر على تنظيم هذه الزيارة في اتجاه واحد هو تندوف المغرب. وقد استنكرت أحزاب الأصالة والمعاصرة، الاتحاد الدستوري ،العدالة والتنمية، التقدم والاشتراكية، جبهة القوى الديمقراطية، البيئة والتنمية ،الحركة الشعبية، التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال هذه الزيارة واعتبروها خيانة للوطن، وخروجا عن الإجماع الوطني، ومسا بمشاعر المغاربة جميعا. كما دعت بعض المكونات إلى محاسبة هؤلاء الخارجين عن الإجماع، في حين طالبت جمعية الصحراء المغربية بعرضهم على أنظار المحكمة العسكرية أو تجريدهم من الجنسية المغربية وإبعادهم عن المغرب.