بات من المؤكد، أن يتم تأجيل عملية انتخاب رئيس وهياكل مكتب مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات، التي كان من المقرر إجراؤها بمقر مجلس الجهة، يومه الأربعاء، للمرة الرابعة على التوالي، لفسح المجال أمام مفاوضات يقودها قياديون في تحالف الوزير التجمعي محمد عبو وتحالف حزب الأصالة والمعاصرة، للخروج من المأزق الذي وصلته عملية انتخاب رئيس آخر جهة في المغرب لم يعرف إلى حدود الساعة من سيترأسها. وقالت مصادر من التحالفين المتصارعين على رئاسة الجهة، إن قرار تأجيل جلسة الانتخاب إلى يوم غد الخميس، جاء عكس المرات السابقة، بناء على اتفاق مشترك مضمونه الرئيس الخروج بتوافق بين الطرفين حول تشكيلة مجلس الجهة، وذلك في أفق البحث عن حل ينهي «البلوكاج» الذي بلغته عملية الانتخاب. وفيما أوضحت مصادر «المساء» أن تحالف عبو (المكون من حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الاشتراكي، وجبهة القوى الديمقراطية والمركزيات النقابية الأربع، واللامنتمون) أوكل لكل من عبد الله بورقادي ومحمد البرنيشي النائب الاستقلالي عن دائرة تازة كرسيف، مهمة التفاوض مع الطرف الآخر، كشفت المصادر ذاتها، أن قيادات حزبية جهوية وبرلمانيين ومستشارين من التحالفين المتنافسين، شرعوا منذ اليومين الماضيين في التفاوض من أجل التوصل إلى توافق حول رئيس الجهة وأعضاء المكتب، والبحث عن بديل للمرشحين السابقين، وزير تحديث القطاعات العامة محمد عبو، ورئيس المجلس البلدي للحسيمة عن حزب الأصالة والمعاصرة محمد بودرا. وبحسب المصادر ذاتها، فإنه لم يتم لحد الآن تحديد الأسماء المرشحة لرئاسة الجهة، وأن المفاوضات ستستمر إلى حدود عقد جلسة يوم الخميس. إلى ذلك، قال نور الدين مضيان، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، في تصريحات ل«المساء»، تعليقا على التطورات التي عرفها مسلسل انتخاب رئيس جهة تازة: «في سياق شد الحبل بين الطرفين الذي ميز الأسابيع الماضية وتمسك كل طرف بموقفه، كان من الضروري البحث عن بديل من أجل ما فيه مصلحة الجهة، خاصة أن الوضع الذي ساد بعد التأجيل للمرة الثالثة على التوالي، كان يشير إلى أن الحل يبقى بعيد المنال، وأن نفس السيناريو سيتكرر إلى ما لانهاية، وهو أمر لا يمكن تقبله، لذا كان لابد من البحث عن حل آخر واللجوء إلى الحوار وتقديم تنازلات». وحول ما إذا كان لجوء تحالف عبو إلى التفاوض مع تحالف حزب الهمة دليلا على انهزامه في معركة الوصول إلى رئاسة الجهة، قال مضيان: «ليس انهزاما للتحالف، وإنما هو نتيجة نفاد وسائل المقاومة أمام قوة الطرف الآخر. مع الأسف هذ الشي اللي عطا الله، لقد تبين من عملية الانتخاب أن هناك أطرافا كثيرة ومؤثرة لا يمكننا أن نهزمها، لذلك كان لا بد من تقديم تنازلات من أجل إيجاد حل يحفظ ماء وجه الجميع». وأوضح مضيان أنه اختار الابتعاد عن إدارة المفاوضات مع التحالف المناهض لعبو بالنظر إلى أنه يؤمن بضرورة احترام إرادة الأغلبية التي كانت تمتلك 45 صوتا مقابل 17 للطرف الآخر، داعيا إلى تصحيح ما يتعين تصحيحه، لأن ما وقع في الجهة بمناسبة انتخابات رئاسة الجهة لم يكن طبيعيا البتة، يقول مضيان.