«لنستمع إلى رأي المواطن، أظن أن النقاش بهذا الشكل يتجه نحو التنظير»، هي كلمات محمد العمراني التي لخصت واختزلت لغة توفيق الدباب الذي «اختير» للدفاع عن الحلة الجديدة القديمة لمديرية الأخبار في الحلقة الأخيرة من برنامج «الوسيط». وبصرف النظر عن تغاضي البرنامج الشهري «الوسيط» عن مناقشة الإنتاجات الرمضانية وما أثير حولها من مشاكل وانتقادات شعبية لمستوى الإنتاجات الرمضانية. يمكن الاكتفاء بما عرفته حلقة «الوسيط» من قضايا وإشارات لاكتشاف مع أي صناع للفعل التلفزيوني نتحاور، ولاكتشاف مستوى اللبس الذي يكتنف لغة المسؤولين عن الخبر التلفزيوني الدوزيمي. في هذه الحلقة، اعتبر توفيق الدباب، اليد اليمنى لسميرة سيطايل مديرة مديرية الأخبار، أن للإلباس والديكور عمرا افتراضيا حدده في ما بين 7 و10 سنوات، دون الحديث عن العمر الافتراضي لأسماء عمرت في مديرية الأخبار و«لقنت» كيفية منح المغاربة الخبر بالشكل الذي لا ينشده وحملت مسؤولية الانتقاد المستمر لأدائها، ودون الحديث عن العمر الافتراضي لتعاملهم مع الخبر، ودون الحديث ثالثا عن العمر الافتراضي للسفسطة التي ميزت لغته التواصلية التي اكتشفها المشاهد المغربي، قبل سنتين أثناء حديثه في برنامج «مباشرة معكم» عن تأخر القناة الثانية في إخبار مشاهديها عن الأحداث الإرهابية التي هزت البيضاء. وفي تعليقه على توقيت نشرة الظهيرة التي تضيع مشاهدين افتراضيين، بسبب الالتزامات المهنية، ذكر توفيق الدباب أن لكل قناة مواعيدها التاريخية، التي تفترض، ما تخفيه لغته، أن يظل المغاربة يقتنصون الأخبار- في وقت الذروة، أي في الساعة الثامنة التي تقدم فيها النشرة الفرنسية «النخبوية»- من قنوات عربية أو أجنبية رغم هامش الخطر الكبير الذي تنطوي عليه عملية التلقي، دون وعي بأن المواعيد التاريخية التي امتدت لعشرين سنة يجب ألا تعزل عن التحديات والأسئلة التي يطرحها المشاهد المغربي على مستوى جرأة الخبر وحقيقته، ويجب ألا نعزلها كذلك عن التحولات التي عرفتها القناة التي يفترض أن تكون الآن عمومية الإلقاء والتلقي، بعيدا عن النخبوية والارتباطات الخارجية التي ميزت لحظة انطلاق «دوزيم». وبلغة غريبة تختلف عما تشهده أخبار القناة الثانية، تحدث الدباب، في تقييمه لمستوى تعاطي الثانية مع الخبر، عن احترام القناة الثانية للحساسيات القومية، واعتبر أن القيمة المضافة التي تقدم للمشاهد المغربي هي القراءة المغربية لما يقع في العالم، دون أن يأتي على ذكر «الحساسية» الحقيقية التي أطرت منح الناطق الرسمي للقوات الإسرائيلية، قبل مدة، فرصة الحديث والتبرير في قناة مغربية عمومية بالتزامن مع محاولة اقتحام بعض المستوطنين للمسجد الأقصى. وتحدث الدباب عن الدور الفعال للمكاتب الجهوية التي لا يجد لها المتلقي أي أثر على مستوى الخبر، في إطار ما أسماه إعلام القرب، وتحدث عن الحق في ولوج الأحزاب السياسية للإعلام الوطني، دون ذكر الخروقات التي سجلتها «الهاكا» قبل وبعد الانتخابات، ودون الرد على احتجاج بعض الأحزاب التي تعتبر نفسها مقصية من الإعلام العمومي، وتحدث الدباب عن التوازن في الخبر، دون منح المشاهد تبريرا واقعيا وشفافا وشجاعا للإعلان عن عناوين بعض الجرائد دون أخرى، ودون الكشف عن «السر» وراء تخصيص وصلات إعلانية متكررة للبرامج المحسوبة على مديرية الأخبار دون غيرها. كما تحدث في «الوسيط» بما يشبه «التبوريدة» في ضوء «مهادنة» عبد الوهاب الرامي محاور الدباب واجتهاد العمراني المؤطر باعتباره ابن القناة، عن واقع افتراضي لأخبار الثانية، ولم يتحدث عن الخطوط الحمراء التي تقصي أسماء والخطوط الخضراء التي تسوغ «تصدير» صورة أسماء شهيرة من الحكومة لتكون الضيفة الدائمة لأخبار الثلاثي الشهير.. سيطايل، الدباب ورضا بنجلون.