خصص برنامج «تحقيق» في موعده الشهري، حلقة جديدة للحديث عن واقع الفكاهة في المغرب، وبدا معد البرنامج محمد خاتم واضحا في تسطير الأهداف من هذه الحلقة، وقال إن الحلقة ليست محاكمة لكاتب أو مؤلف أو منتج أو مخرج، وإنما هي تشخيص لما هو موجود، وهو بذلك نأى بذكائه المعهود عن أي محاكمة مرتقبة لاختياره أو محاكمة الخطابات والرسائل التي يمكن أن تمر في البرنامج. هي حلقة خلق فيها المدير المركزي لمديرية الإنتاج والبرمجة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، العلمي الخلوقي الحدث بالدفاع باستماتة عما تنتجه الشركة الوطنية، ورمى الكرة بشكل مباشر في ملعب المؤلفين والممثلين والشركات المنتجة، وأخرج الشركة من عنق الزجاجة بعد اتهامها في قبة البرلمان بالإساءة لذوق المشاهد المغربي. واعتبر الخلوقي، الرجل الذي أشر على امتداد سنوات على كل المشاريع التلفزيونة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن الفكاهة المغربية تعاني من أزمة كتابة، وقال إن ما ينتج في القناة الأولى يعاد تنقيحه، مما يعني أن ما تستقبله مديرية الإنتاج أسوء بكثير من الشكل الذي يقدم للمشاهد، ولهذا المشاهد أن يتخيل درجة الرداءة التي ستصله في النص الأصلي، حسب ما يوحي به كلام الخلوقي. وبلغة متيقنة وساخرة ومستخفة من الانتقادات، أضاف الخلوقي: «من هو الممثل الذي يملك قوة خارقة في التمثيل، ولم تبث أعماله، جميع الممثلين الموجودين في الساحة يشاركون في الأعمال، هاد الشي اللي اعطا الله، هادي هي موهبتهم»، ضاربا بعرض الحائط أي حديث ممكن أو مفترض عن مشاكل الممثل الذي يطالب بإنصافه أو حديثه عن الارتجال الذي يميز أغلب مراحل تصوير الأعمال التلفزيونية المغربية». ويزداد استخفاف الخلوقي، الذي لم يغب عن مركز القرار رغم تعيين توفيق بوشعرة مديرا للإنتاجات الدرامية في الشركة الوطنية، حينما يقول: «هناك بعض الممثلين يظهرون أكثر من خمس عشرة سنة ويلعبون بنفس الطريقة»، في إشارة خفية لبعض الأسماء التي عمرت في التلفزيون المغربي، دون قيم مضافة. حل العلمي الخلوقي لدوزيم بقوة تنبئ عن رغبته في محو آثار غيابه عن اليوم الدراسي لمناقشة الإنتاج الدرامي، في الوقت الذي غاب فيه الزريوي، مدير البرامج عن القناة الثانية، عن الحلقة، لأسباب غير معروفة ليقول إن هناك لجنة قراءة مستقلة عن الشركة الوطنية، ولم يتحدث عن مصير هذه اللجنة وتشكيلتها وعلاقة هذه التشكيلة بالفعل التلفزيوني، ولم يتحدث أي أحد عن الوظيفة الاستشارية لهذه اللجنة ونسبة الأعمال التي تؤشر عليها، ولم يتحدث أحد عن المشاريع التي تؤشر عليها اللجنة ولا يتابعها المشاهد المغربي، وعن المشاريع التي تنتج وتبث دون أن يعرف المسار الذي قطعته لتصور في آخر لحظة، عكس ما يقول الخلوقي. ويواصل الخلوقي الدفاع عن «إرثه» الكوميدي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بالقول، بشكل غريب وصادم إن شركات الإشهار لا تتدخل في اختيار الأسماء التي تشارك في الأعمال المقترحة، وقال إنه يتحدى أي شركة قالت إنها اشترطت إقحام ممثل معين مقابل الإشهار، متذرعا بالحديث عن التزام الشركة بدفتر التحملات، ولم يتحدث عن الأسماء المعروفة التي يروج النقاش حول دخولها على الخط لتلعب دور الوساطة الفنية في المشاريع. ألقى الخلوقي بالمسؤولية في الرداءة التي تقدم للمشاهد المغربي على المؤلفين والممثلين وشركات الإنتاج، ولم يتحدث عن صوت المشاهد المغربي المغيب الذي اختزلته شهادة شاب مرشح لكوميديا: «راه حنا ملينا من الكوميديا اللي كتعاير العروبي والشلح».