الخجل المرضي يندرج ضمن الاضطرابات السلوكية المرتبطة بالنمو وتشكيل الطبع، ولذلك فإن علاج هذا الصنف من الاضطراب يمكن أن يتم داخل البيت وخارجه. فيما يخص البيت يمكن للوالدين أن يعتمدا منهجية دقيقة في التعامل مع طفلهما الخجول تعتمد على امتلاك الرغبة الحقيقية في مساعدة الطفل على مواجهة خجله، وإشعاره بأنه مرغوب فيه، وجعله يحس بأنه مقبول بغض النظر عن تصرفاته واضطراباته السلوكية، وتحضيره بشكل تدريجي لمواجهة بعض المواقف الاجتماعية التي دأب على اجتيازها بخجل شديد، وتذكيره ببساطة الحدث وسهولة التغلب عليه، وكذا تعريضه لأكبر عدد من المواقف التي تقوي لديه إمكانيات التغلب على الخجل، وإتاحة فرص أمامه للالتقاء بنماذج بشرية متنوعة تساعده على صقل هذه الإمكانيات وتطويرها، وتشجيعه على كل محاولة إيجابية يقوم بها وعلى كل تقدم يحققه في هذا المجال، دون أن ننسى تعزيز علاقاته التفاعلية مع أطفال من سنه يمتلكون جرأة الحوار بثقة وثبات. أما خارج البيت، فمن الأفضل في الحالات المعقدة المستعصية عرض الطفل على خبير نفسي للبحث في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء خجله الشديد، أو إخضاعه لجلسات علاجية خاصة يستفيد منها هو وأبواه بشكل مشترك. من أهم هذه الأساليب المتبعة لعلاج هذه الحالة الحرص منذ البداية على تنمية الأنا عند الطفل بشكل ناضج وقوي يساعده على تحقيق التوازن المطلوب بين الغرائز والدوافع المستهجنة، التي تحث على الاندفاع والتهور، وتشكيل الأنا بهذه الصورة يجعل الطفل يتعامل مع الأحداث بواقعية كبيرة. في حين أن الأنا الضعيفة أو المرتبكة تبقى دائما في مهب الجهة الضاغطة. وهنا تبرز ضرورة عناية الآباء بأطفالهم منذ السنوات الأولى من عمرهم، وتتبع نموهم على المستوى الجسمي والنفسي والاجتماعي، والحرص على خلق فرص التفاعل الاجتماعي للطفل وتنويع هذه الفرص، بدءا بإتاحة اللعب المنتظم مع أقرانه وانتهاء بإقامته لعلاقات مع الراشدين، لأن تدريب الطفل على الاحتكاك بالآخرين ينمي لديه حس المبادرة، وجرأة التعبير عن الرأي مع احترام الرأي الآخر. إن مفاتيح التغلب على الخجل تكمن في الثالوث المكون من التقوية المحكمة للأنا، وتنمية الثقة بالنفس، والتشجيع على المبادرات التفاعلية الناجحة.